لم تخالف الولاياتالمتحدة التوقعات عموماً في بطولة العالم التاسعة لألعاب القوى التي اختتمت اول من امس في ضاحية سان دوني الباريسية، اذ حلت اولى في الترتيب العام للميداليات للمرة السابعة على التوالي وبلغ رصيدها 10 ذهبيات و8 فضيات وبرونزيتين. وحلت روسيا ثانية ب6 ذهبيات و8 فضيات و5 برونزيات، واثيوبيا ثالثة ب3 ذهبيات وفضيتين ومثلهما من البرونز. وغابت الارقام القياسية "الرنانة" عن المضمار والميدان للمرة الثانية علي التوالي والثالثة منذ البطولة السادسة عام 1997 في اثينا، وبالتالي لم ينل احد جائزة 100 ألف دولارالتي يمنحها الاتحاد الدولي لصاحب الرقم القياسي اضافة الى مبلغ 60 ألفاً يتقاضاها لحلوله في المركز الاول. ونجح ستة رياضيين في المحافظة على ألقابهم وهم المغربي هشام الكروج 1500م، والاميركي ألن جونسون 110م حواجز، والدومينيكاني فيليكس سانشيز 400م حواجز، والبولندي روبرت كورينيوفسكي 50 كلم مشياً ، والموزامبيقية ماريا موتولا 800م، والكوبية يبسي مورينو رمي المطرقة، اضافة الى المنتخبين الاميركيين للرجال 4 مرات 100م و4 مرات 400م. واحرزت 42 دولة ميداليات خلال البطولة الحالية، وسجلت اثنتان منها اسميهما للمرة الاولى في الترتيب العام وهما قطر ذهبية3000م موانع بواسطة سيف سعيد شاهين والهند برونزية الوثب الطويل للسيدات بواسطة انجو بوبي جورج. وأجري 400 فحص على المنشطات جاءت كلها سلبية، لكن الشك يحوم حول الاميركية كيلي وايت بطلة سباقي 100 و200م، التي تناولت مادة منشطة لكنها غير ممنوعة بحسب قوانين الاتحاد الدولي واللجنة الاولمبية الدولية. وكانت البطولة الاولى التي اقيمت عام 1983 في هلسنكي والخامسة التي اجريت عام 1995 في غوتبورغ خلتا ايضاً من الفحوصات الايجابية... علماً ان العاصمة الفنلندية ستستضيف البطولة العاشرة عام 2005. النجاح... والتاريخ وفاق نجاح فرنسا في تنظيم البطولة التاسعة التوقعات كلها، اذ تابع المنافسات اكثر من نصف مليون متفرج على استاد دو فرانس، وبالتالي سجلت باريس نقاطاً في سعيها لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية عام 2012، كما حققت فرنسا افضل نتيجة لها في تاريخ بطولات العالم حيث حصدت ذهبيتين و3 فضيات وبرونزيتين. ودخل العداء المغربي هشام الكروج نادي الكبار بإحرازه اللقب الرابع على التوالي في سباق 1500م فإنفرد بالرقم القياسي العربي بعد ان تقاسمه مع الجزائري نور الدين مرسلي، وعموماً فان احداً من عدائي المسافات المتوسطة لم ينجح في احراز اربعة ألقاب متتالية سواء في بطولة العالم او الالعاب الاولمبية. وكان الكروج قاب قوسين او أدنى من تحقيق ثنائية نادرة تتمثل بذهبيتي سباقي1500م و5 آلاف متر، لكنه اكتفى بالفضية في السباق الاخير بفارق أربعة اجزاء في المئة من الثانية عن الفائز الكيني ايليود كيبتشوغ 79،52،12 دقيقة. ونجح الاميركي المخضرم الن جونسون في تحويل الحواجز الى حوافز محرزاً بدوره لقبه الرابع بعد أعوام 1995 و1997 و2001. مقبرة النجوم وكانت البطولة مقبرة لنجوم دونوا اسماءهم بأحرف ساطعة في نسخات سابقة، لكن عامل السن او الاصابة لعب دوراً حاسماً في عدم قدرتهم على تكرار انجازاتهم، وفي مقدمهم البريطاني جوناثان ادواردز صاحب الرقم القياسي العالمي في الوثبة الثلاثية وبطل العالم مرتين والذي كرّم بمنحه جائزة الروح الرياضية، والكوبي ايفان بدروزو الذي كان يسعى الى احراز لقبه الخامس على التوالي في الوثب الطويل لكن الاصابة اجبرته على الانسحاب من النهائي. وفشل العداء الاميركي موريس غرين في اضافة لقب رابع على التوالي ايضاً عندما فشل في بلوغ السباق النهائي بداعي الاصابة ايضاً، لكن مستواه تراجع جداً على اي حال، والامر ينطبق ايضاً على الالماني لارس ريدل الذي كان يأمل بمعادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب المسجل باسم الاوكراني سيرغي بوبكا 6 مرات، لكن الحظ لم يحالفه وحل رابعاً. وفشل التشيخي توماس دفوراك اقوى رياضي في العالم في السنتين الاخيرتين في الاحتفاظ بذهبية المسابقة العشارية فحل رابعاً ايضاً. واخفق مواطنه رامي الرمح يان زيلزني بطل العالم ثلاث مرات اعوام 1993 و1995 و2001 في زيادة غلته، واحتل المركز الرابع علماً انه احرز ثلاث ذهبيات اولمبية في الدورات الثلاث الاخيرة في برشلونة 1992 واتلانتا 1996 وسيدني2000 ما يجعله افضل رام في التاريخ. ومنيت العداءة الاميركية غايل ديفرز بخيبة أمل كبيرة لانها فشلت في بلوغ النهائي في سباق 100م، كما حلت سابعة في اختصاصها وهو سباق 100م حواجز. ووجدت مواطنتها ستايسي دراجيلا من ينافسها في القفز بالزانة بعد ان سيطرت على هذه المسابقة في السنوات الاخيرة فإكتفت بدورها بالمركز الرابع، وحصدت الروسيتان سفتلانا فيوفانوفا وايلينا ايسينباييفا الذهب والبرونز.