تميز العداء المغربي هشام الكروج بخبرته المتراكمة، ليجيّر سباق 1500م في بطولة العالم التاسعة لألعاب القوى في مصلحته، متخطياً، على مزاجه، كوكبة منافسيه، ومحرزاً لقبه العالمي الرابع على التوالي، وهو انجاز غير مسبوق على طريق تصديه بدءاً من اليوم لسباق 5 آلاف متر، حيث تبدو المنافسة اكثر احتداماً. وإذا كان العداء الفذ لم يشك لحظة واحدة في فوزه، فإن أمنيته الغالية تبقى محصورة باحراز لقب ذهبي في الدورة الأولمبية العام المقبل في أثينا، بعدما وقف "الحظ" حجر عثرة في طريقه في الدورتين الاخيرتين. كان الكروج على موعد مع التتويج من قبل مواطنته نوال المتوكل بطلة سباق 400م حواجز في دورة لوس انجليس الأولمبية عام 1984 في ما يشبه تواصل للاجيال، وكسر ظاهرة خيبة حملة الالقاب بعدما أعاقت الاصابة المتجددة الكوبي ايفان بدروزو بطل الوثب الطويل في النسخ الأربع السابقة، من إكمال رهانه في مستهل الأمسية. وأثبتت المكسيكية آنا غيفارا انها الأقوى في سباق 400م، وهذا ما يسعى الى تحقيقه اليوم الدومينيكاني فيليكس سانشيز في سباق 400م حواجز، "الموقعة" التي يدخلها القطري مبارك النوبي طامحاً الى انجاز... على غرار السعودي حسين السبع في الوثب الطويل. يخوض السعودي حسين السبع نهائي مسابقة الوثب الطويل ويحدوه أمل بتحقيق نتيجة جيدة في بطولة العالم التاسعة لألعاب القوى المقامة حالياً في ضاحية سان دوني الباريسية، في حين يواجه القطري مبارك النوبي الدومينيكاني فيليكس سانشيز الذي يطلق عليه لقب "سوبرمان" لأنه حالياً السيد المطلق لسباق 400 م حواجز. وأزيحت من طريق السبع عقبتان كبيرتان لأن الكوبي إيفان بدروزو حامل اللقب في النسخات الأربع الماضية انسحب من التصفيات بعد محاولتين بداعي الإصابة، كما فشل الأميركي سافانتي سترينغفيلو في تحقيق الرقم الأدنى وبلوغ النهائي. يذكر أن بدروزو حامل ذهبية دورة سيدني الأولمبية أيضاً، قام بمحاولة واحدة قبل أن يقررالانسحاب نهائياً. وكان خضع لجراحة في شباط فبراير الماضي بسبب إصابته بتمزق عضلي واضطر إلى عدم المشاركة في بطولة العالم داخل قاعة في برمنغهام، وبدأ موسمه فعلياً في 6 حزيران يونيو الماضي في لقاء تورينو حيث سجل 76،7 أمتار، أما أفضل رقم له هذا الموسم فكان 31،8 أمتار. وطرأ تحسن ملموس على مستوى السبع بعد أن خضع للتدريب بإشراف حامل الرقم القياسي العالمي الأميركي الشهير مايك باول 95،8 م منذ نحو سبعة أشهر، وبدا أكثر ثباتاً من خلال النتائج التي حققها في اللقاءات التي سبقت بطولة العالم. وهو أول سعودي يتخطى حاجز الثمانية أمتار ورقمه القياسي الشخصي هو 33،8 أمتار، وإذا نجح في الاقتراب منه فإنه سيضمن مركزاً بين الثلاثة الأوائل. علماً أن الإسباني ياغو لاميلا هو المرشح الأبرز للفوز بعد أن سجل أفضل رقم في التصفيات. ويواجه النوبي مهمة صعبة في سعيه لاحتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى، لا سيما أن المركز الأول شبه مضمون لسانشيز الذي يبسط سيطرة كلية على هذه المسافة في السنتين الأخيرتين، وقد لخص الفرنسي ستيفان دياغانا بطل العالم السابق عام 1997 في أثينا والذي فشل في بلوغ النهائي، قوة سانشيز بقوله: "إنه من كوكب آخر". وبلوغ النوبي الدور النهائي يعتبر بحد ذاته إنجازاً لأن استعداداته لخوض البطولة اقتصرت على معسكر تدريبي في بلغاريا، ولم يشارك في أي سباق رسمي باستثناء التصفيات في البطولة الحالية حيث حقق أفضل رقمين شخصيين له هذا الموسم. من جهته، قال سانشيز المرشح بلهجة الواثق من نفسه: "إذا لم أرتكب أي خطأ خلال السباق فإن من الصعب التفوق عليّ". وكان أنهى التصفيات في المركز الأول في الدورين الأول ونصف النهائي حتى أنه خفف من سرعته قبل نحو 50 متراً من خط النهاية. وهو يأمل في معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب المسجل باسم الأميركي الشهير إدوين موزس الذي توج بطلاً للعالم مرتين عامي 1983 و1987. وستكون مهمة سانشيز سهلة أيضاً في ظل غياب البطل الأولمبي الأميركي أنجلو تايلور. تجدر الإشارة إلى أن السعودي هادي صوعان صاحب فضية دورة سيدني الأولمبية فشل في حجز مقعده في النهائي. وفي سباق 200م، تبدو المنافسة مفتوحة على مصراعيها لعدم وجود عداء معين يسيطر على هذا السباق في الآونة الأخيرة لا سيما في غياب حامل اللقب اليوناني كونستانتينوس كنتيريس وعدم مشاركة كيم كولينز من سان كيتس ونيفيس، بطل سباق 100م، علماً أنه نال البرونزية في هذه المسافة قبل عامين. السيد المطلق أثبت المغربي هشام الكروج أنه السيد المطلق لسباق 1500م من خلال إحراز لقبه الرابع على التوالي مسجلاً 77،31،3 دقائق، ونال الفضية الفرنسي مهدي باعلا 77،32،3د، والبرونزية الأوكراني إيفان هيشكو 17،33,3د. وانفرد الكروج بالرقم القياسي العربي الذي كان يتقاسمه مع الجزائري نور الدين مرسلي بثلاثة ألقاب لكل منهما، علماً أن الأخير فاز باللقب أعوام 1991 في طوكيو و1993 في شتوتغارت و1995 في غوتبورغ، قبل أن يستلم منه الكروج المشعل. وقطع الكروج نصف الطريق نحو تحقيق ثنائية نادرة لأنه يتصدى بدءاً من اليوم لتصفيات سباق 5 آلاف م. وهي الميدالية الأولى للمغرب في هذه البطولة، والثانية للعرب بعد أن توج القطري سيف سعيد شاهين بطلاً لسباق 3 آلاف م موانع. وانطلق الكروج وسط كوكبة من العدائين وبقي في الموقع ذاته طوال اللفة الأولى، قبل أن يتصدر السباق في منتصف الثانية ويسرّع من إيقاعه بعض الشيء فلحق به باعلا وظل يتعقبه كظله من دون أن يتمكن من اللحاق به، ليجتاز الكروج خط النهاية متقدماً على منافسه بفارق نحو مترين. وخاض الكروج السباق من دون أحد مواطنيه ومن دون "أرنب" سباق يساعده على المحافظة على إيقاعه فكانت مهمته أصعب لكنه لم يأبه بذلك ومضى قدماً نحو تحقيق الإنجاز الفريد. الأقوى ونال الأميركي توم باباس ذهبية مسابقة العشارية مسجلاً 8750 نقطة. وحصل التشيخي رومان سيربل حامل الرقم القياسي العالمي على الفضية 8634، والكازاخستاني دميتري كاربوف على البرونزية 8374. وكما كان متوقعاً لم تجد العداءة المكسيكية آنا غيفارا التي لم تخسر في 26 سباقاً متتالياً، صعوبة في حسم سباق 400 م في مصلحتها مسجلة 89،48 ثانية محرزة أول لقب كبير لها. ونالت الفضية الجامايكية لورين فينتون 43،49 ثا، والبرونزية حاملة اللقب السنغالية إيمي مباك تيام 95،49 ثا. وأحرزت الروسية سفيتلانا كريفيلييوفا ذهبية مسابقة رمي الكرة الحديد مسجلة 63،20م. ونالت الفضية البيلاروسية ناديدا استابشوك 12،20م، والبرونزية الأوكرانية فيتا بافليش 08،20م. وفازت الكندية برديتا فيليسيان التي تحتفل بعيد ميلادها ال23 اليوم بذهبية سباق 100م حواجز مسجلة 53،12 ثانية. ونالت الجامايكية بريجيت فوستر الفضية 57،12 ثا والأميركية ميشيا ماكلفي البرونزية 67،12 ثا. وكان الصراع مفتوحاً على المركز الأول خصوصاً بعد فشل الأميركية المخضرمة غايل ديفرز في بلوغ الدور النهائي. أما الإسبانية غلوري آلوزي حاملة فضية إدمونتون ودورة آتلانتا الأولمبية عام 1996 فحلت رابعة. العرب فشل القطري عبد الرحمن النوبي والمغربي يحيى برابح في التأهل لنهائي الوثب الطويل، بحلول الأول ثاني عشر في مجموعته 70،7 والثاني رابع عشر 62،7 في المجموعة ذاتها، في حين لم يشارك المصري حاتم مرسال. وأعلنت المغربية حسناء بنحسي، بطلة العالم وحاملة الرقم القياسي داخل القاعة في سباق 1500م، انسحابها من السباق ذاته في المونديال، بسبب إصابة في كاحلها. وهي غابت عن المضمار العام الماضي بسبب تفرغها للولادة. وباتت ثاني عداءة مغربية تعلن انسحابها من بطولة العالم بعد نزهة بدوان بطلة العالم في سباق 400م حواجز.