الثنائية النادرة والانفراد بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب العربية في بطولة العالم لألعاب القوى، حلم يباشر اليوم العداء المغربي هشام الكروج "الابحار" نحوه، اذ يخوض نهائي سباق 1500م، على ان يتصدى لاحقاً لاختصاص عرف بداية لفت الانظار اليه على المضمار وهو سباق 5 آلاف متر، علماً ان منافسه المباشر فيه هو الاثيوبي كينينيسا بيكيلي بطل سباق 10 آلاف متر. وتبدو فرص الكروج والظروف كلها مواتية ليسطع بريقه الذهبي ويحصد لقباً عالمياً رابعاً على التوالي في اطار اليوم الخامس من المنافسات التي ستشهد منافسات حامية في سباق 400م سيدات، حيث ان الطريق ممهدة ايضاً امام المكسيكية آنا غيفارا لحصد الذهب. وأول من أمس، اطاح كيم كولينز من سانت كيتس ونيفيس بأحلام الاميركيين، وأزاح جانباً الاسماء الكبيرة من خلال تتويجه في سباق 100م، وعلى رغم الرقم المتواضع الذي حققه 07،10ث وهو الزمن ذاته الذي دشن به الاميركي كارل لويس حصد الالقاب العالمية حين فاز في النسخة الاولى من البطولة التي اقيمت عام 1983 في هلسنكي. و"حالف" الاخفاق الكبير الاميركيين حامل اللقب موريس غرين الذي قهرته الاصابة، وحامل الرقم القياسي العالمي تيم مونتغمري... والوداع القسري تحت ضغط "الخيبة" وارهاق الاصابة كان مصير نجم الوثبة الثلاثية البريطاني جوناثان ادواردز... في المقابل، لفت الانظار "الاختصاص" البيلاروسي في الرمي، ومرور الاميركية ستايسي دراجيلا على حافة التتويج في القفز بالزانة... وعملاق الوثب العالي الجديد الجنوب افريقي جاك فريتاغ. يبدأ العدّاء المغربي الفذ هشام الكروج سعيه الى احراز ثنائية نادرة عندما يخوض اليوم نهائي سباق 1500م الذي يحمل رقمه القياسي العالمي ومقداره 00،26،3 دقائق قبل ان يتصدى لمسافة 5 آلاف م الاحد المقبل ضمن بطولة العالم التاسعة لألعاب القوى المقامة حالياً على ملعب "استاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية. ويسعى الكروج الى الانفراد بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب العربية في بطولة العالم من خلال اضافة لقب رابع على التوالي في سباق 1500م. وهو يتقاسم حالياً الرقم القياسي مع العدّاء الجزائري الشهير السابق نور الدين مرسلي، اذ نال كل منهم ثلاثة ألقاب، الاول اعوام 1997 في اثينا و1999 في اشبيلية الاسبانية و2001 في ادمونتون الكندية، في حين توج الثاني بطلاً اعوام 1991 في طوكيو و1993 في شتوتغارت و1995 في غوتبورغ. ويبدو الكروج قاب قوسين او ادنى من الوصول الى هدفه، لا سيما انه سيد مسافة1500م منذ نحو ست سنوات حيث لم يخسر في نحو 70 سباقاً سوى مرتين كانتا خلال دورتي اتلانتا 1996 وسيدني 2000 الاولمبيتين، ونزل تحت حاجز 30،3 دقائق اكثر من 30 مرة. وكان فاجأ الجميع عندما اعلن العام الماضي انه ينوي خوض سباقي 1500 و5 آلاف م، وهي خطوة سبق لعداء واحد فقط ان تصدى لها بنجاح هو الفنلندي الشهير بافو نورمي قبل نحو 80 عاماً عندما احرز ذهبيتي سباقي 1500م و10آلاف م في دورة الالعاب الاولمبية عام 1924 في باريس. وقال الكروج: "أعرف جيداً خفايا سباق 1500م لأنني خبرته طوال مسيرتي، لكن سباق 5 آلاف م يمثل قفزة الى المجهول بالنسبة اليّ". واعترف "أخاف كثيراً من هذا السباق، ليس من احد المنافسين على وجه التحديد، لكن من المسافة". وعلى رغم ان الكروج سيخوض السباق من دون احد مواطنيه ومن دون "أرنب سباق"، الا ان الامر "سيان بالنسبة الي، سنقرر انا ومدربي عبدالقادر قاعدة التكتيك المناسب آخذين في الاعتبار ماذا حصل في الادوار الثلاثة الاولى، وانا اعدكم بمفاجأة". ولن يشارك في سباق 1500م المنافس الرئيس للكروج الكيني برنارد لاغات الذي اصيب بالحمى في اليوم الاول من التصفيات ولم يقو على خوضها، لذا سيكون ابرز منافسيه الفرنسي مهدي باعلا 97،30،3د وسيكون مدعوماً من الجمهور المحلي. وأعرب الكروج عن أسفه لانسحاب لاغات "الذي اعتبره منافساً قوياً كان سيدفعني الى تحقيق رقم جيد في السباق النهائي". وأضاف: "على اي حال لا ازال اواجه منافسة من عدائين آخرين امثال باعلا ومن واجبي التركيز عليه الآن". وفي سباق 100م حواجز، تسعى الاميركية المخضرمة غايل ديفرز 36 عاماً الى احراز ذهبيتها السادسة في بطولة العالم والرابعة في هذه المسافة نالت ذهبيتين في التتابع كما ان سجلها يتضمن 3 ذهبيات اولمبية وثلاث فضيات في بطولة العالم ايضاً. وعلى رغم تقدمها في السن، فإن ديفرز تؤكد انها لا تفكر بالاعتزال لأنها لا تزال قادرة على العطاء، وخير دليل على ذلك احرازها ذهبية بطولة العالم داخل قاعة في سباق 60م حواجز في برمنغهام في آذار مارس الماضي. وتبدو المكسيكية آنا غيفارا مرشحة فوق العادة لإحراز ذهبية سباق 400م والسيطرة على هذه المسافة في السنوات المقبلة كما فعلت قبلها الفرنسية ماري جوزيه بيريك والاسترالية كاثي فريمان. ولم تخسر غيفارا اي سباق منذ اكثر من سنة وحققت هذا الموسم افضل توقيت عالمي 11،49 ث. وكانت اكتفت بالبرونزية في ادمونتون قبل عامين، ومن ابرز منافساتها، حاملة اللقب السنغالية ايمي مباك تيام والاميركية لورين فنتون. وسيحاول العداء البولندي روبرت كورزينيوفسكي ان يحرز لقبه العالمي الثالث في سباق 50 كلم مشياً بعد عامي 1997 و2001، وهو مرشح بقوة لتحقيق ذلك نظراً لسيطرته على هذا السباق في السنوات السبع الاخيرة، اذ توج بطلاً ايضاً في دورتي اتلانتا 1996 وسيدني 2000 الاولمبيتين ويحمل افضل توقيت عالمي 39،36،3 ساعات. ويتنافس على اللقب ايضاً الروسي اليكسي فوييفودين والاسباني خيسوس انخل غارسيا. وتوزع ايضاً ذهبية في مسابقة الكرة الحديد للسيدات. من "البلاد البعيدة" بات كيم كولينز من سانت كيتس ونيفيس اسرع عداء في العالم بعد ان توج بطلاً لسباق 100م مسجلاً 07،10 ثوان. ونال الترينيدادي داريل براون الفضية 08،10 ث والبريطاني دارين كامبل البرونزية 08،10ث. وحل الاميركي تيم مونتغمري حامل الرقم القياسي العالمي 78،9 ث خامساً مسجلاً 11،10 ثوان. وانطلق كولينز 75،1 م و64 كلغ، في الحارة الاولى وتقدم على سائر منافسيه في منتصف السباق قبل ان يجتاز خط النهاية بفارق جزء من الثانية عن براون بطل العالم للشباب. وحبس الجمهور الغفير أنفاسه وحتى المشاركون في السباق لمعرفة النتيجة الرسمية قبل ان تظهر على الشاشة العملاقة معلنة فوز كولينز الذي طار من الفرح. وكان بطل العالم ثلاث مرات الاميركي موريس غرين خرج في الدور نصف النهائي ايضاً بداعي الاصابة. ومني مواطنوه بخيبة أمل كبيرة بإخفاقه وعدم صعود مونتغمري الى منصة التتويج، وهي المرة الاولى التي تخلو فيها المراكز الثلاثة الاولى من الاميركيين منذ بطولة غوتبورغ 1995، عندما فاز الكندي دونوفان بايلي بالمركز الاول تلاه مواطنه بروني سورين ثم الترينيدادي اتو بولدون. ووفى كولينز بوعده بعد ان اكد عشية السباق أنه يريد تطويق عنقه بالذهب ووضع اسم بلاده على الخريطة العالمية، وقال: "كانت انطلاقتي افضل من الدور نصف النهائي، لكنني شعرت في منتصف السباق بأن الآخرين يضيّقون الفارق. وصراحة اعتقدت للوهلة الاولى بان كامبل هو الذي فاز وليس انا، آمل ان يسهم فوزي في جعل بلادي اكثر شهرة". وكان كولينز توج بطلاً لدورة ألعاب الكومنولث العام الماضي، وأحرز المركز السادس في بطولة العالم الاخيرة في ادمونتون في سباق 100م، في حين حصل على البرونزية في سباق 200م، كما انه حل سابعاً في دورة سيدني الاولمبية في السباق الاول. وكما كان متوقعاً، أكد السويدي كريستيان اولسون الآمال المعقودة عليه بفوزه بذهبية مسابقة الوثبة الثلاثية واجتاز مسافة 72،17م في المحاولة الاولى فحصد لقبه الكبير الاول منذ ظهوره الى الاضواء السنة الماضية. ونال الكوبي يواندري بيتانزوس الفضية 28،17 م والباهاماسي ليفان ساندز البرونزية 26،17م. وهي الذهبية الثانية للسويد في هذه البطولة بعد فوز كاترينا كلوفت في مسابقة السباعية امام البريطاني جوناثان ادواردز بطل العالم مرتين وحامل الرقم القياسي 29،18م، فقرر التوقف بعد محاولته الثانية إثر شعوره بأوجاع في كاحله واضعاً حداً لمسيرة مظفرة في الملاعب. وهو قام بمحاولتين فأخطأ في الاولى وحقق 31،16م في الثانية قبل ان يقرر عدم قدرته على إكمال المسابقة. وكان ادواردز 37 عاماً اكد الجمعة الماضي انه سيعلن اعتزاله بعد الدفاع عن لقبه في بطولة العالم الحالية. و"طار" الجنوب افريقي جاك فريتاغ فوق الجميع ليحرز ذهبية مسابقة الوثب العالي مسجلاً 35،2 متراً. ونال السويدي ستيفان هولم الفضية 32،2م والكندي مارك بوسويل البرونزية بفارق المحاولات. ويتمتع فريتاغ وهو أصغر المنافسين 21 عاماً بطول فارع 04،2 م، وكان ظهر الى الاضواء عندما اجتاز ارتفاع 37،2م العام الماضي، لكن الاصابة حرمته من المشاركة في دورة ألعاب الكومنولث. الاختصاص وتوج البيلاروسي ايفان تيخون بطلاً لمسابقة رمي المطرقة مسجلاً 05،83 م أمام المجري ادريان انوس 36،80 م والياباني كوجي موروفوشي 12،80 م. وهو نجح في اجتياز حاجز ال80 متراً في ثلاث محاولات. وحققت بيلاروسيا انطلاقة قوية في هذه البطولة، اذ جمعت حتى نهاية اليوم الثالث خمس ميداليات بينها ثلاث من المعدن الاصفر بعد ان اضافت ايرينا ياتشنكو ذهبية رمي القرص 32،67م، ونالت اليونانيتان اناستازيا كيليسيدو 14،67 وايكاتريني فوغولي 73،66 م الفضية والبرونزية. وحسمت الروسية سفتلانا فيوفانوفا بطلة اوروبا والعالم داخل قاعة، ذهبية مسابقة القفز بالزانة في مصلحتها، مسجلة 75،4 امتار. ونالت الالمانية انيكا بيكر الفضية 70،4 م والروسية ايلينا ايسينباييفا البرونزية حاملة الرقم القياسي العالمي البالغ 82،4م 65،4 م. وتقاسمت الاميركية ستايسي دراجيلا، حاملة اللقب في النسختين السابقتين، المركز الرابع مع البولندية مونيكا بيريك بعد ان تخطت كل منهما حاجز 55،4 م في المحاولة الثالثة الاخيرة.