نفى الرئيس العراقي السابق صدام حسين في تسجيل صوتي تلقاه أمس تلفزيون "الحياة - ال بي سي" اي علاقة له باعتداء النجف الذي أودى الجمعة بحياة 83 شخصاً بينهم الزعيم الشيعي آية الله محمد باقر الحكيم. وقال صدام حسين في التسجيل الصوتي ان هذا العمل ليس من الأعمال التي ينسبها صدام حسين لنفسه. وجاء في التسجيل الصوتي: بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". صدق الله العظيم. أيها الشعب العظيم، أيها النشامى المجاهدون والمجاهدات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ربما سمع الكثير منكم فحيح الأفاعي، خدمة الغزاة المحتلين الكفرة، وكيف سارعوا ليتهموا من غير دليل بعد حادث مقتل الحكيم، ليتهموا من اسموهم بأنصار صدام حسين في الحادث. وعلى هذا أعلق بالآتي: ان صدام حسين ليس قائد القلة، أو مجموعة ضمن المجاميع ليعرّفوا به أو يعرّف بهم. وانما قائد شعب العراق العظيم كله، عرباً وكرداً، شيعة وسنة، مسلمين وغير مسلمين. وان هذا ما قرره شعب العراق العظيم بنفسه، في انتخابات حرة على رؤوس الأشهاد. فبايع الشعب كعهد أمام الله، صدام حسين رئيساً للجمهورية وقائداً للشعب. وان العدوان واحتلال مدن العراق، ربما ما كان ليحصل لو ان صدام حسين كان يمثل مجموعة أو تياراً أو مجموعة أنصار ومناصرين فحسب. وانما لأن الصهاينة ومن مثل السياستين الاميركية والبريطانية، ومن تبعهم بسوء، أدركوا حقيقة ان صدام حسين وشعبه حالة واحدة، والكل قرروا ان يتخلصوا من كل عوامل الضعف داخل النفس وخارجها، مما ورثوه عن ظروف التدهور والاحتلال الاجنبي السابق، وكل الأمراض التي أصابت المجتمع لأسباب معروفة، والتمسك بحقوقهم الانسانية والدينية والوطنية والقومية والدفاع عنها ورفض ما يملي عليهم من الخارج، وكل ما يعاكس ارادة الشعب ودينه وحقوقه، وتراث الأمة الخالد. ولأن الأعداء أدركوا ان التصميم على هذا أكيد، وان الإعداد لمستلزماته جدي وصحيح، وان القاعدة التي تم بناؤها على هذا حقيقية، لذلك فإن الهدف الاساسي، الذي قرره صدام حسين واخوانه في القيادة وأعلنه وكرر وشدد عليه، قبل واثناء دخول قوات الاحتلال والعدوان بغداد، وبعد ذلك وحتى الآن هو طرد العدو وقوات الاحتلال من العراق. وعلى هذا دعونا وندعو شعب العراق ونؤكد بأن لا ينشغل بأي هدف أو مسلك يقود الى غير هذا الهدف أو يؤثر سلباً على الهدف المركزي. ان من اسمتهم اميركا سلطة تابعة، سارعوا بالاتهام قبل ان يتبينوا. فهل قاموا بهذا ليبعدوا التهمة عمن قاموا به فعلاً، أم انهم انطلقوا من معرفة ان شعب العراق يعتبر ان كل من يكون مطياً للأجنبي وألعوبة بيديه، بما سهل الاحتلال ويسهل بقاءه، يعتبره شعب العراق، بل المؤمنون كلهم، ليس عدو الله وعدو الوطن فحسب، وانما عدو الشعب والأمة، بل وكأنه عدو كل واحد فيهم، يستوجب من يريد التقرب من الله التخلص من شرهم وتطهير الأرض وإبراء ذمة التاريخ منهم. ان العملاء الذين اسرعوا أو تسرعوا بالاتهام عليهم ان يجيبوا الشعب عن تفاصيل هذا الاتهام وعن حقيقة ما يعرفون. وان الله يعرف ما يقع وما تكن الصدور، وفي كل الأحوال فإن أي شيء غامض عندما يقع ويعتبره العراقيون المخلصون المؤمنون عملاً خاطئاً يمكن معرفته وكشف خيوطه في تحقيق نزيه في ظل السلطة الوطنية في المستقبل، بما في ذلك اجراء تحقيق تشترك فيه الجهة المعنية، اضافة الى من يمثل القيادة والسلطة بعد طرد الغزاة المحتلين، وهو قريب ان شاء الله، لكي لا ينشغل أي عراقي مخلص بأمر يخطط له المعتدون المحتلون وأذنابهم. يخططون لاشغال الشعب بما يلهيه عن قضيته الرئيسية بعد فشلهم، بعدما فشلوا في ان يجعلوا العراق والعراقيين وقيادتهم، يستسلمون لما خططوا له، هم والصهيونية المجرمة وكيانها البغيض المحتل لفلسطين. أيها العراقيون النشامى، أيتها الماجدات، لقد فشل العدوان بعون الله، وصار الاحتلال الذي خطط له المجرمون في مهب الريح والعواصف التي أرادها الله، وان تكون هذه المرة نهايتهم عن طريق ارادة العراقيين ومقاومتهم البطولية وجهادهم العظيم، هم واخوانهم المؤمنون من ابناء أمتنا، فشددوا أيها الأبطال الأماجد ضرباتكم الشجاعة على المعتدين الاجانب، من حيث ما جاؤوا ومهما تكن جنسياتهم. وحاصروا المجرمين الذين يتورطون فيتعاونون مع الاجنبي المجرم الكافر، واتخذوا عليهم الاجراءات التي لا تغضب الله وتعتبر ضرورية لحمايتكم والدفاع عن النفس، وليكن قياسكم في هذا دينكم الحنيف والشرع اليقين. المجد للشهداء وعاش العراق، عاش العراق، عاشت أمتنا المجيدة والخزي واللعنة والعار للصهيونية، وعاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر والله أكبر، الله أكبر، وليخسأ الخاسئون.