سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطاب الى الشعب أشاد بالجيش والميليشيات والقبائل وذكر بالاسم القادة الميدانيين . صدام يعلن استراتيجية المقاومة لاطالة الحرب : يتجنبون الاشتباك ويزيدون القصف كلما هزموا براً
ألقى الرئيس العراقي صدام حسين خطاباً قبل ظهر أمس بثه التلفزيون العراقي. وشدد الرئيس العراقي على أنه سيسعى الى اطالة أمد الحرب التي تشنها قوات التحالف الأميركي - البريطاني الساعية الى تحقيق نصر سريع. وتوقع ان تكثف هذه القوات غاراتها الجوية في ظل المقاومة العراقية البرية معلناً ان "الأيام الحسوم" تعد بالنصر القريب. ولوحظ أن صدام حسين تقصد تسمية القادة العسكريين الذين يواجهون القوات المهاجمة باسمائهم ونسبهم القبلية، لأنهم "في مستوى يفتخر به كل عراقي وعسكري كريم". علماً أن حزب البعث الحاكم في بغداد اتخذ قراراً منذ توطيد سلطته بمنع الاشارة الى النسبة القبلية مكتفياً بالاسم الثلاثي. وأثار القاء الخطاب، الذي طغت عليه لغة دينية، تكهنات في شأن زمن تسجيله. وأعرب خبراء عن الاعتقاد أن الخطاب مسجل، كما هي عادة الرئيس العراقي، لكن الأمر الأكيد هو أن التسجيل حصل في الساعات السابقة لالقائه، نظراً الى ذكره بالاسم المواجهة في أم قصر التي لا تزال جيوب عراقية تقاوم فيها. وفي ما يأتي نص الخطاب: "بسم الله الرحمن الرحيم "اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان تواباً"، صدق الله العظيم. أيها الشعب العظيم ايها النشامى المجاهدون في قواتنا المسلحة الباسلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحن نعلم، وكلنا في هذا الشعب الصابر المجاهد البطل الامين يعلم، كم حاولنا وحاولنا ان ندفع بالتي هي احسن الى الحد الذي كان هناك من لامنا او استغرب، لاننا بذلك المستوى من الصبر الجميل على المكاره، وكيف استجبنا لما استجبنا اليه معه انه قد يلتقي بقدر مع ميل الضعفاء او الذين لم يدركوا طبيعة واغراض وارادة الادارتين الاميركية والبريطانية، وتردفهم الصهيونية اللعينة والذين راحوا يحاولون عليها متذرعين كل يوم بذرائع جديدة منذ وقف اطلاق النار في 1991 حتى بدأت الحرب الآن مرة اخرى على نطاق واسع مع الحصار. فكانت الايام الحسوم التي نعيشها الآن ويبلي فيها المجاهدون وشعب العراق العظيم كله بلاء من طراز خاص يستحقون عليه رضى ونصر الواحد الاحد، مثلما وعد المؤمنين الصادقين ضد اعداء الله والانسانية. ويحق لنا بل هو واجب علينا ان نفتخر فخر المؤمنين المجاهدين الصابرين بالملحمة العجب التي يسطرونها بدمائهم الغالية اليوم وقبل اليوم. اقول كنا دائما نستجيب، حتى الى ما هو غير شرعي وغير عادل من دعاوى وطلبات الاشرار، بأمل ان يصحو العالم ويرفع الحصار عن شعبنا ونتجنب شرور الحرب. وبعدما لم يبق لديهم حجة وغطاء جاء المعتدون المحتلون بوجوههم المكشوفة الكالحة مكشرين عن انياب الشر على وفق حقيقتهم مثلما نعرفه عنهم وعن نواياهم ومثلما هي. وتعرفون ايها الاخوة ان سياسة بلدنا ان نتجنب الشر ولكن عندما يأتينا الشر متمنطقا بسلاح الغدر والتدمير لا بد من وقفة جهاد تعز أصحابها وترضي الله سبحانه. وها أنتم تقفون اليوم، أيها العراقيون الغيارى والماجدات وايها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة المجاهدة وقفة تسر الصديق وكل المؤمنين وتغيظ العدا وكل الكافرين، وقفة تصرون بها باذن الله على اعدائكم وتلحقون بهم افدح الخسائر، نصرا مبينا ونهائيا بعد ان توكلتم عليه سبحانه. فبان العدوان والظلم للقريب والبعيد وصحا من كان وقف مع الاعداء في العام 1991 على المستوى الدولي مع اليقظة والنهوض العام للانسانية وابناء امتنا... انه نصر قريب وبشر المؤمنين الصابرين. انها ايامكم الحسوم، ايها العراقيون، فاضربوا الان على وفق ما أمركم ربكم واضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان، وبشر الصابرين. في هذه المعارك، في ايامكم الحسوم هذه، جاءت محاولة العدو ليس بالطائرات والصواريخ، مثلما فعل وكان يفعل سابقا، وانما جاء بقطعاته البرية هذه المرة. وعلى هذا فقد جاء العدو ليحتل ارضكم. وان كان الاميركيون والبريطانيون ما زالوا في اكثر الاحيان وحتى في هذه المعركة يتجنبون الاشتباك الذي يضعهم في مدى اسلحتنا وتقاتل عنهم الطائرات في غالب الاحيان اكثر مما تقاتل الاسلحة الشخصية والاسلحة المكافئة لاسلحتنا بوجه عام. ولكن هذه القوات اندفعت هذه المرة ودخلت الى اراضي وطننا وهي حيث ما توغلت متورطة في اراضينا تاركة الصحراء خلفها تجد السكان العراقيين يحيطون بها ويوجهون نيرانهم اليها. وأبلى الحزب وجماهير الشعب والعشائر والقبائل وفدائيو صدام ورجال الامن القومي الى جانب القوات المسلحة الباسلة بلاء تستحقه صفاتهم الغراء. لذلك بعدما استصغر العدو شأنكم، ايها العراقيون، وخاب شأنه وجاءكم في البر على ما هو عليه الآن، فان هذ الملحمة تعد الحال الافضل على قياس ما كان يفعل في السابق لنلحق به أفدح الخسائر. نعم لقد تورط العدو مع ارض العراق المقدسة التي يدافع عنها شعب عظيم وجيش له خبرته. فاضربوه انتم، بأبي وأمي أيها المجاهدون الابطال. اضربوا عدوكم بقوة ودقة، ايها العراقيون، بقوة روح الجهاد التي تحملونها واتعبوه الى الحد الذي يغدو عاجزا عن الاستمرار وارتكاب المزيد من الجرائم ضدكم وضد امتكم وضد الانسانية. وعندها تحصلون على الاستقرار والعز، ولشهدائنا الابرار جائزة في الجنة، ولكم جائزة عز يرضى عنها الرحمن، يرتقي بها الحاضر المجيد، وان الدرس الذي تلقنونه العدو سيجلعه مترددا بل غير قادر ان يتجاسر عليكم وعلى امتكم والانسانية مرة اخرى. اضربوه ليستطيب الخير واهله بضرباتكم له ويهجر الشر موضعه حيث يردى، وتناموا وتقر عيون الأمهات والآباء والزوجات والاطفال التي افزعها العدوان، ومعها عيون كل الناس المؤمنين والخيرين وتعجلون في فعلكم وجهادكم نفوس العدوانيين. ايها العرب، ايها المؤمنون في العالم، يا رفقاء الحق واعداء الشر والباطل، اننا نبشركم بما عزانا به الله في صراعنا مع سفهاء الناس اعداء الانسانية فقد خذلهم الله ونصر جنده واذلهم وسيذلهم ويخزيهم اكثر فاكثر ان شاء الله. ولقد اعز عباده الصالحين وانّا على العهد سبحانه والانسانية ونشهده عليها وهو على كرسيه والمؤمنين في الارض باننا سنبذل الغالي والنفيس من اجل ارضائه... ونجاهد متكلين عليه سبحانه ليذل المتجبرين المعتدين الطغاة المستهترين ويشتت جمعهم ويرد كيدهم الى نحورهم، وان جنود الرحمن في ارضنا قادرون، بعد ان اتكلنا على الله واعددنا ما يجب، لنحقق هذا. ان المجاهدين العراقيين تحت كل عناوينهم ومسمياتهم يلحقون بالعدو خسائر جدية، ومع امتداد الزمن الذي يعمل العدو على جعله قصيرا ليتملص من ورطته ونعمل باذن الله على ان نجعله طويلا وثقيلا عليه. فسيرقد في الحضيض حتى ينهزم مذعورا مدحورا امام ارادة الايمان التي اعزها الرحمن وكل عناوين المقاومة امام ارادة الايمان التي اعزها الرحمن وارادها وسيلته في الارض ليصحو من تنكر لله وللانسان على ارضه. من واجبي ان احيي باسمكم ايها العراقيون الغيارى والماجدات قواتكم المسلحة وكل عناوين المقاومة الاخرى كل على وفق الوانه وفي مسماه وعندما اذكر التشكيلات البطلة واسماء آمريها وقادتها الابطال، فانني اذكر فيهم كل مقاتل غيور وضع نفسه مشروع شهادة لتسلم المبادئ والقيم العظيمة ومعاني الايمان التي عزنا بها الله وتسلم الارض وتقر عيون اهله وشعبه بموقفه وتحيات المعتز بعدما استأذن الجليل اقولها خاشعا متواضعا محتسبا ان اعتزازي واعتزاز قيادتكم بكم ليس له حدود. ايها المقاتلون المجاهدون على كل ارض العراق، ارض البداية وارض اصل النبوة، ويحلو لي ان اخص بالذكر الجميل فرقة المشاة الحادية عشرة في المقدمة بكل رجالها المجاهدين الشجعان رجال القادسية وام المعارك فقد كان موقفهم في تميز في الفداء في مستوى يفتخر به كل عراقي وعسكري كريم، وفي الفرقة الحادية عشرة اخص في المقدمة اللواء الخامس والاربعين للفرقة وهو اللواء الذي رفع راية الجهاد واسم العراق عاليين في ملحمة ام قصر، هو ومن تجحفل معه من رجال البحرية. واعد لكم المتميزين على رأس تشكيلاتهم بالاسم لتحفظوا اسماءهم: قائد الفرقة الحادية عشرة البطلة اللواء الركن مصطفى محمد عمران العزاوي، ورئيس اركان الفرقة البطلة العميد الركن بشير احمد عثمان، وآمر اللواء الخامس والاربعين البطل العقيد الركن علي خليل ابراهيم، وآمر الفوج الاول البطل من اللواء الخامس والاربعين البطل المقدم الركن يحيى بدري دخيل، وآمر الفوج الثاني البطل من اللواء الخامس والاربعين البطل العقيد الركن محمد خلف الجبوري، وآمر الفوج الثالث البطل من اللواء الخامس والاربعين البطل العقيد الركن فتحي غني مجيد وقد تجحفل بامرة اللواء الخامس والاربعين فوج خفر السواحل وامره المقدم الركن هيثم رشيد احمد البدران وآمر الفوج الثالث اللواء السابع والاربعين من الفرقة الحادية عشر المقدم الركن خالد محمد كسار وأحيي باسمكم ايضا قائد الفيلق الثالث الفريق الركن نوري داود مشعل العويدي وقائد الفرقة الحادية والخمسين في الفيلق الثالث اللواء الركن خالد صالح الهاشمي وقائد الفرقة المدرعة السادسة اللواء الركن عجيمي احمد الخطاب الناصري وقائد الفرقة الثامنة عشرة اللواء الركن عادل عبدالله غسوان الغريري وقائد القوة البحرية الركن اياد حمود حسن. والى الاعداء اقولها قد وجدنا ما وعدنا به الرحمن الرحيم نصر من الله وفتح قريب فهل وجدتم ايها الذين امتطاكم وليكم الشيطان ما غركم به. واقول الى اعزائنا في البصرة الفيحاء الحبيبة، اقول لهم صبرا ايها الاخوة فان النصر قريب واقول لكم ولاهل بغداد العزيزة واهل الموصل المدينة العريقة مدينة البيارق والسلاح، والى اهلنا اهل المثنى، مثنى الخيل والرايات، اقول لهم صبرا ايها الاخوة ومثلكم يعرف شعب ذي قار شعب الحضارة والمواقف انكم تعرفون جميعا ان العدو سيشدد من غاراته وقصفه بالنيران كلما شددتم عليه في القتال على الارض. فاصبروا ايها الاخوة والاحباء فان نصر الله قريب ان شاء الله. اقول لكم جميعا ان الاعداء كلما هزموا امام قواتكم البرية البطلة فسيزيد من قصفه عليكم فتحملوا. فان موقعكم ومكانتكم عند الله كبيرة ان شاء الله، والله اكبر، ان صبركم سيكون النصر، والله اكبر، وعاشت امتنا المجيدة وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر وعاش العراق بلد الجهاد والفضيلة وعاش العراقيون رمزا للجهاد والعز والامل والامن والانسانية وتحية الى كل الذين تضامنوا مع شعبنا في هذه المنازلة الشريفة وتباً لكل الاشرار الغزاة واعوانهم ومن اوصاهم بالشر او ورطهم فيه بسبب نواياهم الشريرة والله اكبر والله اكبر وليخسأ الخاسئون".