مجلس الأمن يدعم "اليونيفيل" وإجماع أوروبي على عدم الانسحاب وسّعت إسرائيل نطاق أهدافها خلال الحرب التي تشنها على جماعة «حزب الله» في لبنان الاثنين، إذ نفذت غارة جوية في شمال لبنان، ويقول مسؤولو الصحة إنها أودت بحياة ما لا يقل عن 21 شخصًا، في حين هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بعد إطلاق مقذوفات من لبنان. وينصب تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان حتى الآن على سهل البقاع في الشرق والضاحية الجنوبيةلبيروت وعلى الجنوب، حيث أدت وقائع تتضمن القوات الإسرائيلية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى خلق حالة من التوتر. وعبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه الشديد بعد تعرض عدة مواقع لقوات حفظ السلام في جنوبلبنان لإطلاق نار وسط اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وأمرت إسرائيل سكان 25 قرية أخرى بالإخلاء إلى مناطق شمال نهر الأولي الذي يتدفق على بعد نحو 60 كيلومترًا شمالي الحدود مع إسرائيل. وأعلن حزب الله الثلاثاء أنه قصف بالصواريخ ليل الإثنين ضواحي مدينة تل أبيب «ردًا» على الغارات الإسرائيلية التي تطال مناطق عدة في لبنان. وأورد الحزب في بيان أنه قصف بالصواريخ «ضواحي تل أبيب» مساء الإثنين «ردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين». كما أعلن الحزب أمس، إسقاط مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 450. وقال في بيان صحفي أوردته قناة لبنانية :»قامت وحدات الدفاع الجوي عند منتصف ليل امس بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 450». وقال جيش الاحتلال إن قواته البرية اكتشفت مجمعًا تحت الأرض لحزب الله في جنوبلبنان. وقال إن المجمع كان يستخدم كمركز قيادة لقوة الرضوان التابعة لحزب الله، ويحتوى على أسلحة وذخائر ودراجات نارية كانت مخزنة هناك. وعرض الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر غرف نوم ومطبخا ومرافق صحية في المجمع. وقال الاحتلال إن المجمع الموجود تحت الأرض كان مصمما لكي تتكمن قوات الرضوان من الوصول إليه وتجهيز أنفسهم ثم دخول إسرائيل سيرا على الأقدام أو بالدراجات النارية. ووفقا للجيش، يوجد المجمع تحت منطقة مدنية في جنوبلبنان. يذكر أنه لا يمكن التحقق بشكل مستقل من المزاعم الإسرائيلية. نتنياهو يتوعد "حزب الله" توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بمواصلة ضربه «بلا رحمة»، غداة شنّه هجوما بطائرة مسيّرة أوقع أكبر حصيلة قتلى في الدولة العبرية منذ بدء التصعيد الأخير في سبتمبر. وكان هجوم حزب الله بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية إسرائيلية الأحد أسفر عن مقتل أربعة جنود وجرح 60 آخرين، وفق منظمة تطوعية إسرائيلية لخدمات الطوارئ الطبية. وقال نتنياهو خلال زيارة للقاعدة المستهدفة «أريد أن أكون واضحًا: سنستمر بضرب حزب الله بلا رحمة في كل أنحاء لبنان بما يشمل بيروت». وفي وسط إسرائيل، هرع السكان إلى الملاجئ مع انطلاق صفارات الإنذار. وقال الجيش إنه تسنى اعتراض ثلاثة مقذوفات قادمة من لبنان. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. وذكر جيش الاحتلال في بيان أن نحو 115 قذيفة أطلقها «حزب الله» عبرت من لبنان إلى إسرائيل الاثنين. كما أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستأخذ بالاعتبار رأي الولاياتالمتحدة، لكنّها ستقرر ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني بناء على «مصلحتها الوطنية». وبحسب بيان صادر عن مكتبه، قال نتنياهو الثلاثاء «إننا نستمع إلى آراء الولاياتالمتحدة لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناء على مصلحتنا الوطنية». وصدر البيان بعدما أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الإثنين نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم، بأنّ نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء في أول اتصال هاتفي بينهما منذ أكثر من سبعة أسابيع، بأنّ الرد الإسرائيلي سيستهدف مواقع عسكرية في إيران. وكان بايدن حذر نتنياهو من استهداف مواقع إيران النووية أو النفطية تفاديا لمزيد من التصعيد في المنطقة ووسط مخاوف حيال أسعار الطاقة في العالم. خلاف إسرائيلي مع اليونيفيل تصاعد التوتر بين إسرائيل وقوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). وقالت الأممالمتحدة إن دبابتين إسرائيليتين اقتحمتا مقرا لليونيفيل يوم الأحد. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين الاتهامات بأن قوات إسرائيلية استهدفت عمدا اليونيفيل ووصفها بأنها «زائفة تماما»، وجدد دعوته لانسحاب القوة من مناطق القتال بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وزعم نتنياهو إن حزب الله يستخدم مواقع اليونيفيل غطاء لهجماته التي أدت إلى مقتل إسرائيليين، ومنها هجوم الأحد الذي أودى بحياة الجنود الأربعة. وأضاف في بيان «لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب الله وستواصل القيام بذلك». وقال إنه يأسف لوقوع أي ضرر لأفراد اليونيفيل لكنه أضاف أن أفضل سبيل لضمان سلامة هؤلاء الأفراد هو أن «تستجيب اليونيفيل لطلب إسرائيل وتبتعد مؤقتا عن طريق الأذى». وذكر أندريا تيننتي المتحدث باسم بعثة اليونيفيل في مقطع مصور على موقع إكس أن قوة حفظ السلام ستبقى. وقال «نحن باقون... إننا في جنوبلبنان بموجب تفويض من مجلس الأمن، لذا فإن من المهم الحفاظ على وجود دولي وإبقاء علم الأممالمتحدة في المنطقة». وقال مكتب نتنياهو في بيان امس إن إسرائيل ستنصت إلى الولاياتالمتحدة لكنها ستتخذ قراراتها بناء على مصلحتها الوطنية. وطالبت الأممالمتحدة الثلاثاء بتحقيق «مستقل ومعمق» حول ضربة إسرائيلية أوقعت 22 قتيلا في شمال لبنان، على ما قال ناطق باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان. مجلس الأمن يدعم قوة السلام عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه الشديد بعد تعرض عدة مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبلبنان لإطلاق نار وسط اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومسلحي جماعة حزب الله. وفي بيان تم اعتماده بالإجماع، حث المجلس المؤلف من 15 عضوًا أيضًا جميع الأطراف، دون ذكر أي منها بالاسم، على احترام سلامة وأمن أفراد ومباني بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، المعروفة باسم اليونيفيل. وقال المجلس «يجب ألا تكون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومقار الأممالمتحدة هدفا لأي هجوم على الإطلاق»، مؤكدا دعمه لليونيفيل وأهمية عملياتها للاستقرار الإقليمي. تأييد أوروبي قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنه لا توجد أي من الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تؤيد سحب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل). وأضاف بوريل في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «اليوم هنا، لم يكن هناك أي دولة عضو تؤيد سحب يونيفيل. يجب أن تبقى. وإذا كان يجب أن تبقى، فيجب أن تبقى بأمان». كما أضاف بوريل: «اليوم جدد الوزراء دعمهم الكامل ليونيفيل»، مشيرا إلى أن الأمر يعود لمجلس الأمن الدولي أن يقرر ما إذا كانت يونيفيل ستبقى أو تغادر. احتياجات النازحين تزداد قال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان مشترك إن الاحتياجات الإنسانية «آخذة في الازدياد» على وقع التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مناشدين بحشد الجهود من أجل توفير «تمويل إضافي» للمساعدات الاغاثية. وفي بيان مشترك، أوردت المنظمتان «بصفتنا وكالات إغاثة، نستعد لواقع أن الاحتياجات آخذة في الازدياد، وبينما نواصل تقديم المساعدة الفورية، من الملحّ حشد الدعم لتمكين الاستجابة الموسعة، فنحن بحاجة إلى تمويل إضافي، بدون شروط لتقديم المساعدة». وشددتا على أن «وقف إطلاق النار هو أمر مُلحّ». هجمات متبادلة بين الاحتلال وحزب الله (رويترز) الغارات الإسرائيلية تخلف الدمار في لبنان (ا ف ب) احتياجات النازحين في لبنان تزداد (ا ف ب)