إذا القينا نظرة فاحصة على نوعية الكتب التي تصدرها مؤسسة التراث غير الربحية، التي أسسها ويرأس مجلس أمنائها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، سنرى أنها كتب ليس مثيل لها في الوطن العربي، وتتصف بالاختصاص والشمول والمعلومات التفصيلية الدقيقة وروح المنهجية العلمية الموضوعية. فقبل بضعة أيام أصدرت المؤسسة كتاب " الأمير تركي بن أحمد السديري.. سيرة وتاريخ "، وكان بحق مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين والدارسين في مجال الدراسات التاريخية، وإضافة جميلة راقية للمكتبة السعودية والتاريخ الوطني، بما يكتنزه من تفاصيل ورسائل ومعان تعزّز الفخر والانتماء والولاء، ويركز الكتاب على زوايا مختلفة لشخصية استثنائية تتصف بغزارة وتنوع أفعالها ومساهماتها الفريدة ومنجزاتها المتعددة، ويكفينا في ذلك ما قاله الأمير سلطان بن سلمان بأنه أحد أولئك الذين أخلصوا لهذا الوطن وعملوا وضحوا من أجل رفعته، وأحد البُناة الأساسيين والرجال المخلصين الذين اعتمد عليهم الملك المؤسس عبد العزيز طيّب الله ثراه كما اعتمد أئمة الدولة السعودية على آبائه وأجداده من قبله، فأظهروا إخلاصهم ومقدرتهم على القيام بالأعمال الجسيمة والمهام الصعبة، وتجاوز تحديات وظروف شاقة جعلت مهماتهم أشبه بالمستحيل. ومن إصدارات مؤسسة التراث غير الربحية كتاب " سيرة في التراث العمراني " الذي يتناول قصة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مع التراث العمراني، والأشخاص الذين تقاطع معهم، كما يوثق حكايات جديدة حول التراث العمراني، ويعد الكتاب جزءاً من التوثيق التاريخي في مجال المحافظة على التراث العمراني، إضافة إلى أنه يرصد العمارة السعودية المعاصرة من زاوية مختلفة. ومن إصداراتها كتاب " Back to Earth " والنسخة العربية المترجمة عنه " العودة إلى الأرض " الذي يعتبر من أهم الكتب المتخصصة في العمارة التقليدية، يوثق الكتاب قصة الأمير سلطان بن سلمان الخاصة بترميم وإعادة بناء البيت الطيني في نخيل العذيبات، إضافة إلى سرد تجربة شغف سموه بالتراث، وتحدي إعادة تأهيل هذا البيت التاريخي، الكتاب من تصدير الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة. ومن إصدارات المؤسسة كتاب " عدسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز " مجموعة من الصور، كان قد التقطتها عدسته من خلال رحلاته أرضاً وجواً، متنقلاً بين ربوع المملكة العربية السعودية عبر جبالها، ووديانها وسهولها، كما وثقت عدسة سموه عدد من المواقع والمعالم الأثرية في المملكة . ومن إصداراتها كتاب " الخيال الممكن " للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي يعد مرجعاً إدارياً وخارطة طريق لتأسيس قطاع سياحي متكامل، ويتضمن الكتاب قصصاً ومواقف لا تتعلق بالسيرة الذاتية والشخصية فحسب، وإنما بالتجارب الإدارية التي تضيء الطريق لكل من يعمل إنشاء مؤسسة حكومية متخصصة وفق أحدث الأنظمة الإدارية. بذلت مؤسسة التراث التي تأسست عام 1996 ،والتي تعد رافداً ومكوناً رئيسياً وإحدى فضاءات هذا الوطن، جهوداً عظيمة في الأبحاث والدراسات، وحفظ الوثائق التاريخية للوطن، وتهيئة الجو المناسب للدارسين والمهتمين والباحثين، حتى أصبحت من أبرز وأقوى المؤسسات في الوطن العربي، ونجحت في ملء فراغ مشهد تراث المملكة بشكل خاص والتراث العربي والإسلامي بشكل عام، وقدمت فصلاً كاملاً من التميز والإبداع والجودة، والبحث الدقيق الشامل، فالشكر أوفره والتقدير أجزله لمؤسسة التراث على هذه الإصدارات القيمة. نظرة مؤسسة التراث الطموحة ليست مقتصرة على ما أنجزته اليوم، فهي تعمل على بناء نور التنوير وتشكيل الوعي، حاملة معها إلى الآفاق إشارات حضارية واقتصادية وإنسانية، بعثتها يد الإنسان السعودي، التي اعتاد العالم عليها بأنها لا تمد إلا بالخير والجمال والعناية والاهتمام .