أعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش قدم ليل الاربعاء - الخميس الى الكونغرس طلباً للحصول على 87 بليون دولار لتمويل الحرب على العراق، واعادة اعمار هذا البلد ومكافحة الارهاب، فيما تواجه جهوده الكثير من العقبات في الكونغرس والأمم المتحدة والعواصم الحليفة والصديقة، بالإضافة إلى ما تواجهه قواته من عمليات مقاومة. وقال بوش في رسالة الى رئيس مجلس النواب دان هاسترت انه يريد هذا المبلغ "لتمويل مواصلة العمليات العسكرية والاستخباراتية في العراقوافغانستان وأي مكان آخر". واضاف ان طلبه "يهدف الى دعم السلطة الموقتة للتحالف في العراق وجهود إعادة الاعمار في افغانستان"، مؤكدا ان هذه الاموال "أساسية لتأمين العملية الانتقالية لإيجاد الظروف الملائمة للنمو الاقتصادي والاستثمار". ودعا الرئيس الاميركي الكونغرس الى اتخاذ قرار بسرعة. وكان البيت الابيض حصل على 75 بليون دولار في آذار مارس لتمويل الحرب على العراق ومكافحة الارهاب. لكن المشاكل التي يواجهها بوش لا تقتصر على المال وحده فمعنويات الجنود الأميركيين المتدهورة في العراق تنعكس تدريجا على الرأي العام الأميركي، وتسعى الإدارة الأميركية إلى تطمينه إلى أن الوضع آخذ في التحسن في العراق. من جهة أخرى يعترف مسؤولون أميركيون أن هناك نقصاً مخجلاً في التبرعات الأجنبية لإعادة إعمار العراق. فيما قال ديبلوماسي أوروبي ان واشنطن ستكون محظوظة إذا تمكنت من جمع بليون دولار في المؤتمر المقرر عقده لهذا الغرض في مدريد الشهر المقبل، وهذا المبلغ يشكل حوالى عشرة في المئة من المبلغ الذي تتطلع إليه الإدارة. وتنعكس خيبة الأمل من المتبرعين الأجانب بشكل واضح على أعضاء الكونغرس الذين يتهمون إدارة الرئيس بوش بالتقصير، ويعرقلون طلبه لتخصيص 87 بليون دولار للعراق ومكافحة الارهاب. ومما يزيد من قتامة المشهد أن المساعي التي تبذلها الولاياتالمتحدة لتأمين مشاركة عسكرية دولية إلى جانب القوات الأميركية في العراق تعثرت. فإدارة بوش رغبت في مشاركة جنود من تركيا وباكستان والهند. لكن المسؤولين الهنود أبلغوا مبعوثاً للرئيس الأميركي زار بومباي أخيرا أن الهند لن تكون قادرة على إرسال جنود إلى العراق، خوفاً من تدهور الوضع في كشمير. ولم يبق أمام الإدارة الأميركية سوى أن تسرع عملية بناء الجيش العراقي الجديد وإعداده للمشاركة في ضرب المقاومة العراقية الآخذة بالاتساع.