أقر مجلسا الكونغرس الاميركي الجمعة موازنة اضافية قدرها 87 بليون دولار تقريباً للعراق وافغانستان، لكن بصيغتين مختلفتين، بعد مناقشات أظهرت توافقا كبيراً على دعم القوات الاميركية على الأرض وخلافاً حول المساعدة المخصصة لإعادة إعمار العراق. وسيسعى المفاوضون في مجلسي الشيوخ والنواب اللذين يسيطر عليهما الجمهوريون الى التوفيق بين الصيغتين للوصول الى قانون يتوقعون عرضه على الرئيس جورج بوش للتوقيع عليه بحلول نهاية الاسبوع المقبل، اذا أمكن قبل مؤتمر الجهات المانحة للعراق الذي يعقد في مدريد في 23 و24 تشرين الاول اكتوبر الجاري. وأقر الكونغرس ليل الجمعة بغالبية 87 عضواً ومعارضة 12 آخرين، موازنة اضافية قدرها 85 بليون دولار لتمويل الانتشار العسكري وإعادة الإعمار في العراقوافغانستان. وفي اللحظة الاخيرة أضاف اعضاء مجلس الشيوخ مبلغ 1.3 بليون دولار للتغطية الطبية للمقاتلين القدامى مما يرفع هذه الموازنة الى 86.4 بليون دولار. وقبيل ذلك أقر مجلس النواب بغالبية 303 اعضاء ومعارضة 125، صيغته لمشروع الموازنة الاضافية للعام 2004 بقيمة 87 بليون دولار تقريبا. وكان بوش طلب في ايلول سبتمبر مبلغ 87 بليون دولار للعراق وافغانستان في اطار الحرب على الارهاب في العام 2004، بينها 66 بليونا لتمويل القوات وعتادها فضلا عن 20.3 بليون في شكل مساعدات لاعادة اعمار العراق. وفي حين كان مبلغ 66 بليون دولار المخصص للعسكريين موضع توافق واسع بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري فإن مبلغ 20.3 بليون دولار لإعادة اعمار العراق كان محور مناقشات حادة في مجلسي الكونغرس. وقال السيناتور توم داشل زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ: "سأصوت بتحفظ على مجمل الموازنة الاضافية لكنني أريد ان أضمن اننا سنلبي حاجات قواتنا". واعتبر السيناتور الجمهوري تيد ستيفنز الاسكا ان "الذين سيصوتون ضد هذه الموازنة انما يصوتون ضد دعم رجالنا ونسائنا المنتشرين على الجبهة". وأسف داشل داكوتا الجنوبية لعدم نجاح الديموقراطيين في الضغط لاعتماد تعديل ينص على تصويت منفصل للمبالغ المخصصة للقوات والاخرى المخصصة لاعادة الاعمار. وشدد على "المخاوف التي اثارها في الكونغرس حجم المساعدة البالغة 20 بليون دولار التي طلبها بوش لإعادة اعمار العراق وعدم نجاحه كثيرا في الحصول على مساهمات دولية". وشدد داشل في هذا الاطار على العجز القياسي في الموازنة الاميركية والحاجات الكثيرة على الصعيد الاجتماعي التي لم تلب في الولاياتالمتحدة. ولا يقتصر هذا الشعور على الديموقراطيين بل يشمل بعض الجمهوريين ايضا، والدليل على ذلك اعتماد مجلس الشيوخ تعديلاً لتحويل نصف قيمة المساعدات لإعادة الاعمار الى قروض. واعتبر السيناتور الجمهوري تشاك هاغيل ان "هذا النقاش يعكس قلقا في صفوف زملائنا من ان الادارة ستعود الى طلب المزيد من الاموال". وفي هذا الاطار خفض مجلس النواب شأنه في ذلك شأن مجلس الشيوخ الاموال المخصصة للعراق بحوالى بليوني دولار معتبرا ان ثمة نفقات غير ضرورية. وتعليقا على اقرار الموازنة، اشار بوش الى انه يتمنى ان يمنح الكونغرس هبات الى العراق وليس قروضاً، مرحبا في الوقت ذاته باعتماد الموازنة. وقال: "أحيي مجلسي النواب والشيوخ لإقرارهما طلب الموازنة الإضافية لدعم مهمتنا وقواتنا في افغانستانوالعراق وفي اماكن اخرى". واضاف: "اهنئ مجلس النواب لانه رفض بحكمة اقتراحا بتحويل نصف المساعدة التي هي على شكل هبات، الى قروض. ومن المؤسف ان يكون مجلس الشيوخ قرر بغالبية صغيرة تحويل جزء من الهبات الى قروض". وتابع: "القروض حل سيئ. فهي تؤدي الى تباطؤ في اعادة إعمار العراق وتؤخر العملية الديموقراطية وتوجه رسالة خاطئة الى المنطقة والعالم. يجب سحب هذا التعديل خلال المشاورات" التي تجرى للتوفيق بين صيغتي النصين.