سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باول للمرة الأولى الى العراق ... والفلوجة تشيع ضحاياها وتهدد بالثأر . الدول الخمس تتفق على نقل السلطة الى العراقيين ومفاوضات مجلس الأمن تتناول الجدول الزمني
توصل الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الى التفاهم على أساس لاجراء مزيد من المفاوضات في نيويورك، يتمثل في نقل السلطة الى العراقيين في أسرع وقت ممكن لكن الخلاف في وجهات النظر بين أميركا وفرنسا حول الجدول الزمني لتنفيذ هذه الخطوة ما زال قائماً. وحاول الرئيس جورج بوش، مرة أخرى، في خطابه الاسبوعي التصدي للمشككين في جدوى التورط الأميركي في العراق ويقولون ان ادارته لا تملك خطة واضحة لما بعد الحرب. فحدد ثلاثة أهداف استراتيجية: القضاء على الارهابيين وحشد دعم دولي لإعادة إعمار عراق حر والاسراع في نقل السلطة الى العراقيين. في غضون ذلك خرج أهل مدينة الفلوجة بأسلحتهم لتشييع رجال الشرطة الذين قتلوا "بنيران صديقة"، حسبما ورد في بيان للقوات الأميركية، مطالبين بالثأر، ومتوعدين قوات الاحتلال بمزيد من المقاومة. واعترف الأميركيون ب"الخطأ" واعتذروا في بيان الى أهالي الضحايا. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن في جنيف أمس ان الاعضاء الخمسة الدائمين في المجلس "يرغبون كلهم في نقل السلطة الى الشعب العراقي في اسرع وقت". لكنه لم يحدد مهلة معينة. وتختلف فرنساوالولاياتالمتحدة على توقيت الانتقال الى الديموقراطية في العراق، اذ تعتبر واشنطن الاقتراح الفرنسي لاجراء انتخابات قبل الربيع المقبل غير واقعي. واشار انان الى ان الاجتماع "لم يكن يهدف الى وضع حلول محددة" لمستقبل العراق، واضاف ان المحادثات تناولت ايضاً "القوة المتعددة الجنسية المستقبلية" التي ترغب الولاياتالمتحدة في تشكيلها في العراق بتفويض من الاممالمتحدة لكن بقيادة اميركية لتقاسم العبء العسكري لمرحلة ما بعد الحرب مع دول اخرى. ووصف وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاجتماع بأنه كان "مشجعاً"، لكنه اقر بوجود "خلافات في وجهات النظر وصعوبات يتحتم حلها"، ورأى ان انتقال السيادة الى العراقيين ينبغي ان يتم "في اسرع وقت انما بطريقة مسؤولة". وسينتقل باول الى الكويت ومن بعدها الى العراق، وستكون زيارته لبغداد الأولى بعد سقوط النظام والثانية لمسؤول أميركي كبير، بعد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. من جهته، اعترف وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان بوجوب اعتماد "مقاربة تدريجية" لعملية انتقال السلطة، مشدداً في الوقت ذاته على "ضرورة تحقيق مبدأ السيادة". الى ذلك، أعلن مسؤول أمني رفيع المستوى في بغداد ان غرفة عمليات مشتركة للاستخبارات، أصبحت جاهزة للعمل تضم ممثلين عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وأحزاب عراقية هي: الاتحاد الوطني الكردستاني والديموقراطي الكردستاني وحركة الضباط المدنيين والمؤتمر الوطني والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وقال: "ان الغرفة ستكون معنية بتفعيل آلية تبادل المعلومات عن أنشطة "القاعدة" ورصد العناصر الغريبة التي دخلت إلى البلاد خلال الأشهر الماضية وتعزيز التنسيق الميداني في ملاحقة المطلوبين". مؤكداً، ان أميركا هي من اقترح فكرة إنشاء الغرفة، مشيراً إلى ان مشاركة هذه الأحزاب جاءت بسبب امتلاكها أجهزة أمنية خاصة بها تميزها عن الأحزاب الأخرى. وفي واشنطن، جدد بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي امس التزامه تنفيذ استراتيجية لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة هي: "القضاء على الارهابيين، وحشد التأييد الدولي للعراق الحر، والاسراع في نقل السلطة الى الشعب العراقي". وكشف خطة قيد التنفيذ تحمل اسم "الطريق الطويلة" تستهدف "ملاحقة الاعداء أينما كانوا يختبئون ويخططون". وقال إن الخطة "حصيلتها حتى الآن مئات المعتقلين ومئات الاسلحة... وسنبقى في حال هجومية ضد الارهابيين". وأشار الى ان ادارته تعمل لتوسيع اطار التعاون الدولي لإعادة اعمار العراق. واضاف ان بلاده "تمضي قدماً وفق خطة محددة لإعادة السيادة والسلطة الى الشعب العراقي: انشأنا مجلس حكم مؤلفاً من مواطنين عراقيين اختار لجنة تعمل لتطوير مراحل صوغ دستور للبلاد". وزاد أن مجلس الحكم بدأ ينقل صلاحيات ادارة العمل اليومي الى وزراء عينهم. واكد انه بعد صوغ الدستور وإقراره، ستجري في العراق انتخابات حرة وعادلة وسيسلم التحالف ما تبقى له من سلطة الى حكومة عراقية حرة ذات سيادة. وشدد على ان "لدينا استراتيجية ومهمة في العراق، وسنحارب ونهزم الارهابيين هناك، حتى لا نضطر الى مواجهتهم في اميركا". وزاد أن بلاده "ستساعد على تحويل العراق الى نموذج للتقدم والديموقراطية والحرية التي ستلهم التغيير والامل في كل الشرق الاوسط". الى ذلك، تخطط الحكومة العراقية الجديدة للاستغناء عن تصدير النفط عبر دول الجوار "لنتخلص من دفع الضرائب ورسوم الترانزيت للطرف الثالث"" كما قال ل"الحياة" وزير النفط العراقي الجديد ابراهيم بحر العلوم الذي أوضح ان الخطة ترتكز على تهيئة المرافىء الجنوبية بعد توسيعها ليتم عبرها تصدير كل النفط العراقي. راجع ص 11