كشف مسؤولان في حركة "طالبان" انها تبنت استراتيجية الهجمات العسكرية الصغيرة التي تهدف الى استنزاف القوات الاميركية واحباطها ودفع واشنطن الى انفاق بلايين الدولارات في تكاليفها الحربية. واعرب احدهما وهو حاجي ابراهيم 45 عاماً الذي وصف نفسه بأحد قياديي الحركة عن ثقته في ان تتخلى الولاياتالمتحدة المثقلة بصراع بطيء ومكلف، عن افغانستان بعد سنتين او ثلاثة، مقارناً الوضع الحالي بهزيمة القوات السوفياتية في الثمانينات. وتساءل: "كيف سيكون بامكان اميركا القيام بهذه الامور لأعوام طويلة؟"، مشيراً الى ان زرع عبوة ناسفة لا تكلف مقاتل "طالبان" شيئاً. وقال: "فكروا كم يكلف اقلاع وهبوط طائرة واحدة" للقوات الاميركية العاملة في افغانستان. كذلك كشف حاجي لطيف 35 عاماً الذي عرف نفسه بالناطق باسم "طالبان" ان زعيم الحركة الملا عمر يقود مقاتليها من مخبئه في افغانستان. ودعا لطيف المتطوعين حول العالم الى نصرة الحركة، وتمنى ان تفتح الولاياتالمتحدة جبهات جديدة في حربها على الارهاب، مشيراً الى تشتت قواتها الآن بين افغانستان والعراق. وقال إن مقاتلي الحركة "يصلون من اجل ان تفتح اميركا جبهة او اكثر في العالم"، مؤكداً انه "عندما تفتح اميركا جبهة او جبهتين فإن ذلك سيكون جيداً للمسلمين". وقال ابراهيم إنه كان مسؤولاً عن ألفي مقاتل من "طالبان" ومئتي متطوع باكستاني في شمال كابول قبيل دخول قوات تحالف الشمال الى العاصمة الافغانية عام 2001. وافاد مسؤولون في التحالف ان قائد هذه المنطقة كان يدعى "حاجي ابراهيم"، ما يؤكد صحة ادعاءاته. اما لطيف فقال إنه كان مدير الاستخبارات في ولاية هيرات الغربية ابان حكم "طالبان"، مشيراً الى انه احد اربعة ناطقين باسم الحركة عينوا اخيراً. وتعهد المسؤولان ان تقاتل "طالبان" الرئيس الافغاني حميد كارزاي، مؤكدين مسؤولية الحركة عن محاولة اغتياله في قندهار العام الماضي. وقال احدهما إن الحركة تحتفظ بحقها في قتل عمال الاغاثة الافغان والاجانب الذين تعتبرهم جواسيس. واكدا تقارير سابقة مفادها ان الحركة عقدت اجتماعاً في اواخر حزيران يونيو الماضي، اعلن فيه الملا عمر استراتيجية عسكرية جديدة. ويذكر انه منذ ذلك الوقت تضاعفت عمليات الحركة الى درجة لا يمر يوم الا ويتعرض الجنود الاميركيون لاطلاق نار. واعتبر المسؤولان ان انعدام الامن وبطء عملية اعادة الاعمار في البلاد، يساعدان الحركة في بناء دعم واسع في الريف الافغاني وخصوصاً في الشرق والجنوب. وفي وقت تعج العاصمة كابول ومدن اخرى بحياة جديدة، عرقل القتال وهجمات الحركة على عمال الاغاثة جهود اعادة الاعمار في الريف الافغاني. وتوقعا انتقال حرب العصابات الى المدن، على رغم ان ذلك سيستغرق سنوات عدة. واصرا على ان غالبية قياديي الحركة نجوا من الهجمات الاميركية، ومن بينهم وزير الداخلية السابق الملا عبد الرزاق والملا نافذ قائد منطقة مزار الشريف سابقاً وجلال الدين حقاني قائد قوات "الامارة الاسلامية" سابقاً. وكشفا ان عبد الرزاق هو الآن قائد قوات الحركة في منطقة قندهار، فيما استلم نافذ قيادة منطقة اوروزجان، فيما يقود حقاني قوات الحركة في الولاياتالشرقية الثلاث: خوست وبكتيا وبكتيكا. ونفى المسؤولان تلقي الحركة دعماً من باكستان، مشيرين الى ان "باكستان هي عدوتنا الكبيرة، ولو لم تتخل عنا، لم يكن الاميركيون لينتصرون علينا". وقال لطيف إن المعركة قد تستغرق وقتاً طويلاً "قد تستغرق 10 او 20 سنة، لكننا سنواصل القتال". هجمات صاروخية على قاعدتين ل"إيساف" تعرضت قاعدتان تابعتان للقوة الدولية للمساعدة على احلال الأمن في كابول ايساف لهجمات صاروخية ليل اول من امس. ولم تسجل خسائر في الارواح، فيما افيد ان عامل اغاثة كندياً اصيب بجروح نتيجة الهجمات التي اتهمت الحكومة الافغانية حركة "طالبان" بالوقوف وراءها. وأعلن قائد "ايساف" الجنرال الالماني غوتس غليميروث امس، ان تلك الهجمات "لن تؤثر على الاطلاق في رغبتنا في مواصلة مهمتنا". وكان صاروخ سقط داخل القاعدة الرئيسية ل"ايساف" على بعد 12 كلم شرق العاصمة كابول، التي تؤوي اكثر من 1500 عسكري غالبيتهم من الكنديين والالمان. وأصاب الصاروخ مستودعاً والحق اضراراً مادية. وبعد ساعة، اطلق صاروخ آخر في اتجاه قاعدة اخرى للقوة يتمركز فيها كنديون جنوبكابول، ولكن الصاروخ اخطأ هدفه. كذلك اعلن الناطق باسم القوات الاميركية في كابول الكولونيل رودني ديفيس ان طلقتين من اسلحة خفيفة وجهت نحو احد حراس برج قاعدة بغرام التي يتخذ منها الاميركيون مقراً رئيساً لهم شمال كابول، الا ان الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا او اصابات. استدعاء قاذفات أميركية لإحباط مكمن نصبته "طالبان" الى ذلك، قال الناطق الاميركي ان القوات التي تتعقب "طالبان" استدعت قاذفات لاحباط مكمن نصبته الحركة في جنوبافغانستان، من دون تقديم معلومات عن وقوع ضحايا بين الجانبين. وأوضح ديفيس للصحافيين في قاعدة بغرام ان "ما بين اثنتين واربع مجموعات مناوئة لقوات التحالف، أطلقت نيران اسلحة صغيرة في اتجاه قواتنا" التي استدعت قاذفات "بي 1" وطائرات "اي 10" اطلقتا قنبلتين موجهتين بالليزر، لكن لم ترد على الفور اي تقارير عن وقوع ضحايا من الجانبين. ووقع المكمن في منطقة داي شوبان في ولاية زابول التي شهدت معارك كبيرة اخيراً بين الجانبين، اسفرت بحسب الاميركيين عن مقتل اكثر من مئة من عناصر "طالبان".