صرح الرئيس السابق لفرق مفتشي الأسلحة الدوليين في العراق هانس بليكس أن النظام العراقي السابق قد يكون قال الحقيقة عندما أكد لمجلس الأمن في كانون الاول ديسمبر الماضي انه لم يعد يمتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا رفضتا التأكيد العراقي الذي جاء في ملف من 12 ألف صفحة سلمته حكومة صدام حسين في 7 كانون الاول الماضي الى مجلس الامن. ورأت واشنطن ولندن، اللتان كانتا تتهمان نظام صدام بعدم ازالة اسلحته طبقاً لقرار مجلس الامن رقم 1441، ان "الملف خاطئ وغير كامل" ثم استندتا الى هذه الحجج لتبرير غزو العراق في آذار مارس الماضي. وبعد أربعة أشهر من اعلان الرئيس جورج بوش الانتصار في العراق، رأى بليكس ان العراق قد يكون قال الحقيقة، وقال: "بعد هذه الفترة الطويلة، اميل الى الاعتقاد بأن تأكيد العراق عن تدمير كل الاسلحة البيولوجية والكيماوية التي كان يمتلكها في صيف 1991، قد يكون صحيحاً". وذكر الديبلوماسي السويدي المتقاعد ان مفتشيه عملوا في العراق ثلاثة اشهر ونصف الشهر بين نهاية 2002 وبداية 2003 لكنهم لم يعثروا على اسلحة. وأشار الى ان الخبراء الاميركيين والبريطانيين يقومون بعمليات تفتيش في العراق منذ أشهر عدة، ويمكنهم استجواب مسؤولين في النظام السابق. واضاف: "لا يمكنني الامتناع عن الاشارة الى ان بعض الاشياء التي كانوا ينتظرون منا العثور عليها لم تكن أسلحة للدمار الشامل". وبدأ فريق من المفتشين الاميركيين بقيادة خبير الأسلحة في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي ديفيد كاي عمليات بحث عن اسلحة عراقية بعيد سقوط نظام صدام حسين. ويفترض ان يعرض نتائج عمله خلال الشهر الجاري. لكن مسؤولين اميركيين ذكروا ان هؤلاء الخبراء لن يكونوا قادرين على تأكيد وجود أسلحة للدمار الشامل. وأوضح بليكس ان المسؤولين الاميركيين، بينهم وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس، كانوا يريدون ان يثبتوا بأي ثمن ان بغداد انتهكت القرار 1441 لتبرير الحرب. وقال: "كانوا يأملون، ويسرهم ان نقول ان العراق ارتكب انتهاكاً هنا وانه يمتلك أسلحة للدمار الشامل وها هي الأسلحة لقد عثرنا عليها … وبما اننا لم نقل ذلك اصيبوا بخيبة أمل، لذلك بالغوا في تفسير ملفات أجهزة الاستخبارات الخاصة بهم". لكن بليكس رفض القول ان المسؤولين الاميركيين تعمدوا الكذب، مشيراً الى ان مبالغاتهم قادتهم الى استنتاجات متسرعة، مضيفاً: "قلت في مجلس الامن انه اذا لم يتم العثور على شيء فهذا لا يعني بالضرورة انه موجود … واعتقد انهم كانوا يميلون الى ترجيح العكس".