صرح هانس بليكس الذي كان يرأس فرق مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة في العراق ليل الاثنين الثلاثاء ان العراق قد يكون قال الحقيقة بشأن اسلحته عندما اكد لمجلس الامن الدولي في كانون الاول/ديسمبر الماضي انه لم يعد يمتلك اسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية. واوضح بليكس ان المسؤولين الاميركيين ومن بينهم وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الرئاسة الاميركية لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس كانوا يريدون ان يثبتوا باي ثمن ان بغداد انتهكت القرار 1441 لتبرير الحرب. وقال "كانوا يأملون ويسرهم ان نقول ان العراق ارتكب انتهاكا هنا وانهم يمتلكون اسلحة (للدمار الشامل) وها هي الاسلحة لقد عثرنا عليها (...) وبما اننا لم نقل ذلك اصيبوا بخيبة امل لذلك بالغوا في تفسير ملفات اجهزة الاستخبارات الخاصة بهم". لكن بليكس رفض ان يقول ان القادة الاميركيين تعمدوا الكذب، مشيرا الى ان مبالغاتهم قادتهم الى استنتاجات متسرعة.وتابع "قلت في مجلس الامن انه اذا لم يتم العثور على شىء فهذا لا يعني بالضرورة انه موجود (...) واعتقد انهم كانوا يميلون الى ترجيح العكس". وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا رفضتا الاعلان العراقي الذي جاء في ملف من 12 الف صفحة سلمته حكومة صدام حسين في السابع من كانون الاول/ديسمبر الماضي الى مجلس الامن الدولي. ورأت واشنطن ولندن اللتان كانتا تتهمان نظام صدام حسين بعدم ازالة اسلحته طبقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1441، ان الملف خاطىء وغير كامل ثم استندتا الى هذه الحجج لتبرير غزو العراق في آذار/مارس الماضي واحتلاله. وبعد اربعة اشهر من اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش الانتصار في العراق، رأى بليكس ان العراق قد يكون قال الحقيقة بشأن اسلحته في اعلانه. وقال "بعد هذه الفترة الطويلة، اميل الى الاعتقاد بان تأكيد العراق الذي يتحدث عن تدمير كل الاسلحة البيولوجية والكيميائية التي كان يمتلكها في صيف 1991، قد يكون صحيحا". وذكر الدبلوماسي السويدي المتقاعد بان مفتشيه عملوا في العراق ثلاثة اشهر ونصف الشهر بين نهاية 2002 وبداية 2003 لكنهم لم يعثروا على اسلحة للدمار الشامل. واشار الى ان الخبراء الاميركيين والبريطانيين يقومون بعمليات تفتيش في العراق بحثا عن هذه الاسلحة منذ عدة اشهر ويمكنهم استجواب مسؤولين في النظام السابق. واضاف "لا يمكنني الامتناع عن الاشارة الى ان بعض الاشياء التي كانوا ينتظرون منا العثور عليها لم تكن اسلحة للدمار الشامل". وبدأ فريق من المفتشين الاميركيين بقيادة خبير الاسلحة في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ديفيد كاي عمليات بحث عن اسلحة عراقية بعيد سقوط نظام صدام حسين. ويفترض ان يعرض نتائج عمله خلال الشهر الجاري. لكن مسؤولين اميركيين ذكروا ان هؤلاء الخبراء لن يكونوا قادرين على ما يبدو على تأكيد وجود اسلحة للدمار الشامل.