يتوقع ان يصدر الاثنين المقبل بيان عن وزير الداخلية الياس المر يدعو فيه الهيئة الناخبة في دائرة عاليه - بعبدا الى انتخاب خلف للنائب الراحل بيار حلو الاحد في 14 ايلول سبتمبر المقبل. ومع اعلان عدد من المرشحين عن نياتهم خوض المعركة، صدر امس بيان عن عائلة النائب حلو، اجمعت فيه على ان يتابع نجله هنري المسيرة التي انتهجها المرحوم والده، آملة في ان يلقى ذلك "تأييد المحبين وتعاطفهم من مختلف المناطق والطوائف". واعتبر البيان، الذي توجهت فيه العائلة "بالشكر العميق الى الذين شاركوا بشهاداتهم وبحضورهم الحاشد في وداع الراحل الكبير" وخصت بالشكر الرئيسين اللبناني اميل لحود والسوري بشار الاسد والبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، بمثابة اعلان ترشيح هنري للمقعد الذي شغر بوفاة والده. ويأتي الترشيح وسط اجواء سياسية لا تزال تستبعد التزكية لمصلحة هنري بعد ان اعلن النائب السابق بيار دكاش نيته خوض الانتخابات وفي ضوء رفض "التيار الوطني الحر" بزعامة العماد ميشال عون توريث النيابة، ورغبة المرشح السابق عماد الحاج في الترشح، إضافة الى عدد من المرشحين الذين لم يتخذوا قرارهم بعد. وفي معلومات "الحياة" ان غالبية المرشحين يدرسون الآن آفاق المعركة الانتخابية على الارض، وان بعضهم يتردد في الترشح، بعد قرار رئىس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط دعم المرشح الذي تختاره عائلة النائب الراحل على رغم الخصومة السياسية التي كانت بينهما. وباستثناء حكمت ديب مرشح العماد عون، يجري الآخرون حسابات دقيقة للمعركة، خصوصاً دكاش بعد اتفاق القوى الرئىسة ك"حزب الله" والوزير طلال ارسلان على دعم مرشح عائلة حلو. وإذا كان التيار العوني يدرس خوض المعركة تحت شعار رفض الوراثة في النيابة فإن قوى المعارضة الاخرى وفي طليعتها حزب "القوات اللبنانية" المحظور والمعارضة الكتائبية بزعامة الرئىس أمين الجميّل يتريثان في تحديد موقفهما النهائي، إضافة الى ان "لقاء قرنة شهوان" المعارض لم يقل كلمته بعد مع ان اعضاء فيه ابرزهم النواب نائلة معوض وبطرس حرب وبيار الجميل يدعمون ترشح هنري حلو. ويؤكد عارفون بخريطة التحالفات والخريطة الشعبية في المنطقة ان دكاش امام وضع صعب في ظل غياب التغطية السياسية الواسعة لترشحه من القوى الناخبة الاساسية، إضافة الى ان المعارضة لا تحبذ تأييد المرشح العوني، وفي حال اضطرت الى اتخاذ موقف مؤيد فستحاول الابقاء على موقفها في حدود الدعم السياسي المعنوي كونها ليست مضطرة الى تجيير قوتها عبر الاقتراع بكثافة لمصلحته. وكان دكاش كشف في تصريح له امس عن اتصالات معه للتقدم بترشحه، واعتبر ان النتيجة غير محسومة لهنري حلو. وقال: "ان المعركة بدأت حامية وان اللعبة الديموقراطية تكمن في اجراء الانتخابات وليس بالتزكية"، بينما أمل نائب رئىس الحزب الديموقراطي اللبناني مروان أبو فاضل بعد زيارته البطريرك صفير في الديمان تزكية هنري حلو، معتبراً انه اصبح مرشحاً توافقياً من اكثرية القوى الفاعلة في عاليه وبعبدا. بدوره، اشاد الوزير السابق ميشال اده بالمزايا التي ورثها هنري حلو عن والده الراحل والتي تؤهله لأن يكمل رسالته ودوره في الشأن الوطني والعام، منزهاً عن اي غرض شخصي وكان مثال الانسجام بين ما يؤمن فيه وبين ممارسته وتصرفاته ومواقفه.