اطلقت السلطات السودانية 32 معتقلاً سياسياً، فيما تعقد قيادات المعارضة السودانية للمرة الأولى اجتماعاً داخل المناطق التي تسيطر عليها في شرق البلاد للبحث في مبادرة "الاجماع الوطني" الحكومية ورفض الحكومة اقتراحات الوسطاء في عملية السلام خلال الجولة التفاوضية الاخيرة التي عقدت في بلدة ناكورو الكينية بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق. في غضون ذلك، يصل وسيط السلام الكيني لازراس سيمبويو الى أسمرا خلال الاسبوع الجاري لاجراء محادثات مع المسؤولين الاريتريين. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" في اسمرا، "ان ترتيبات تجري لعقد اول اجتماع في شرق السودان يضم وفداً من الحركة الشعبية وآخر من قيادات التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. ويرأس وفد "التجمع" نائب الرئيس الفريق عبدالرحمن سعيد والناطق باسم "التجمع" حاتم السر، فيما يرأس وفد "الحركة" مسؤول العلاقات الخارجية فيها القائد نيال دينق نيال ويضم فاغان اموم وياسر عرمان، وقائد منطقة جبال النوبة عبدالعزيز الحلو وعدد آخر من القيادات. وأوضح حاتم السر "ان الغرض من اللقاء هو الاستماع الى تقرير من وفد الحركة عن جولة المفاوضات الأخيرة في ناكورو ومناقشة تداعيات رفض الحكومة اقتراحات الوسطاء وكيفية انقاذ عملية السلام من الانهيار". مشيراً الى "أن الاجتماع سيبحث أيضاً في رفع مستوى التنسيق بين التجمع والحركة في المفاوضات والبحث في مسألة الإجماع الوطني". وعلمت "الحياة" ان لجنة من "التجمع" وحزب الأمة يرأسها عضو هيئة قيادة "التجمع" الدكتور الشفيع خضر أعدت ورقة عن "الاجماع الوطني". ويعتبر لقاء قيادات المعارضة الأول في شرق السودان منذ ان استولت قوات "التجمع" على مناطق فيه العام 1997. الى ذلك ينتظر أن يصل الى أسمرا خلال الاسبوع الجاري وفد من "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" في شرق افريقيا ايغاد يترأسه كبير المفاوضين الجنرال سيمبويو للبحث مع المسؤولين الاريتريين في ترتيبات جولة المفاوضات المقبلة بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية". وتأتي الزيارة في اطار جولة الوسطاء على دول "ايغاد" الراعية للسلام في السودان والتي تشمل أيضاً أديس أبابا وجيبوتي. من جهة اخرى، اطلقت السلطات السودانية 32 معتقلاً سياسياً من المعارضين ينتمون إلى أحزاب "الأمة" و"الاتحادي الديموقراطي" و"المؤتمر الشعبي" و"الشيوعي". وتعهد المدير العام لجهاز الأمن الوطني اللواء صلاح عبدالله، أثناء زيارته سجن كوبر الذي يضم جناحاً للمعتقلين السياسيين، بالنظر في اطلاق من تبقى منهم حال زوال الأسباب التي أدت إلى احتجازهم. ورحبت المعارضة بالخطوة، وطالبت برفع حال الطوارئ واتاحة الحريات العامة وحرية النشاط السياسي. وطالب نائب رئيس حزب الأمة الدكتور عمر نور الدائم باطلاق بقية المعتقلين السياسيين وإلغاء القوانين المقيدة للحريات. فيما اعتبر الناطق باسم الحزب الشيوعي اطلاق المعتقلين خطوة في اتجاه التحول الديموقراطي، وطالب بإلغاء حال الطوارئ واطلاق حرية النشاط لكل القوى السياسية. وطالب القيادي في حزب المؤتمر الشعبي محمد الحسن الأمين باطلاق زعيم حزبه الدكتور حسن الترابي الذي وضع قيد الإقامة الجبرية منذ شباط فبراير 2001.