قررت الادارة الاميركية نشر عدد محدود من ضباط مشاة البحرية مارينز في مونروفيا، ليشكلوا فريقاً للارتباط العسكري هناك، الامر الذي اعتبره مراقبون خطوة تزيد من فرص تدخل عسكري أميركي في ليبيريا. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون ان الفريق يضم بين ستة وعشرة اشخاص، ويفترض ان يؤمن الاتصالات بين "المارينز" الذين رست سفنهم قبالة سواحل ليبيريا وقوة السلام التابعة للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا التي انتشرت في ليبيريا. وأكد مسؤولو البنتاغون ان ضباط الارتباط مكلفون الاعداد لعملية انزال اميركية في حال امر الرئيس الاميركي جورج بوش بذلك. كما يشارك هؤلاء الضباط في "تنسيق عملية الدعم اللوجستي حسب الاحتياجات". وجاء ذلك غداة تأكيد رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز ان اي تدخل اميركي في ليبيريا لن يفشل مثل ما حصل في الصومال قبل عشر سنوات. واضاف في بيان وزعه البنتاغون: "لا اعرف من يتحدث عن الصومال. هذا ليس الوضع ذاته. وينبغي على المهتمين فعلاً، ادراك ما يجري في ليبيريا وبعدها يبتكرون بعض الخيارات الحكيمة". وفي وقت واصلت ادارة بوش الضغط على الرئيس الليبيري لحمله على مغادرة البلاد، قال محامو تيلور ان ليبيريا طلبت من محكمة العدل الدولية في لاهاي اسقاط التهم الموجهة الى رئيسها بارتكاب جرائم حرب. ورأت الحكومة الليبيرية ان تيلور يتمتع كرئيس للدولة بحصانة، وان توجيه الاتهام له من خلال محكمة في سيراليون بتأييد من الاممالمتحدة، يتجاهل مبدأ عدم اختصاص القضاء في الخارج بالنظر في قضايا حدثت في دولة اخرى. الى ذلك، بدأ الجنود النيجيريون العاملون في اطار قوات حفظ السلام لدول غرب افريقيا، دخول العاصمة الليبيرية، بعدما اقتصر انتشارهم في الساعات ال48 الاخيرة، على مطار مونروفيا الدولي الذي يبعد 45 كيلومتراً عن المدينة. وأفاد مراسلون ان مقاتلي الطرفين المتناحرين القوات النظامية والمتمردين شوهدوا يتبادلون الحديث على خطوط التماس التي شهدت هدنة متماسكة، فيما لا تزال الفوضى تحول دون عمليات الاغاثة للسكان الذين يفتقدون الاغذية والادوية وابسط مقومات الحياة. ويذكر ان البحرية الاميركية ارسلت ثلاث وحدات برمائية والسفينتين الهجوميتين "ايوا جيما" و"كارتر هول" وسفينة النقل "ناشفيل" الى سواحل ليبيريا. وتنقل هذه السفن 2500 من جنود المارينز ومروحيات هجومية وكل المعدات اللازمة لعملية تدخل. وأفادت مصادر عسكرية ان امر نشر فريق الارتباط اصدره بوش اول من امس، بعد محادثات مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. ويمضي بوش الذي تعرض لانتقادات من مجموعات للاميركيين السود وبرلمانيين ديموقراطيين بسبب تردده في التدخل في ليبيريا، عطلة في مزرعته في كروفورد تكساس.