أرجو من كرم القائمين على شؤون المسلمين حفظهم الله النظر في هذه المسألة التي تتعلق بأذان الصلوات الخمس، وخصوصاً أذكار ما قبل الفجر وأذان الفجر المبارك. ذلك أنه من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم سلاماً يُسمع اليقظان ولا يوقظ النائم، كما رواه مسلم في صحيحه وغيره. وروى أبو داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصلي رافعاً صوته، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم: "أوقظ الوسنان وأطردُ الشيطان". فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بخفض صوته قائلاً: "اخفض من صوتك شيئاً". فإذا نظرنا الى ما تقدم من الحديث الشريف علمنا أن ليس من شرط الأذان، فضلاً عن أذكار ما قبل الفجر، رفع الصوت لا سيما باستعمال المذياع الذي لم يكن في أيام السلف الصالح رضي الله عنهم. ولم يكن صوت سيدنا عمر رضي الله عنه ليبلغ هذا المبلغ، ولو افترضنا علوّ صوته جداً ورضي الله عنه! فإن كان لا بد من استعمال المذياع فلا ينبغي أن يكون إلا على الوجه الذي يحصل به المراد من الإعلام والإيناس بذكر الله تعالى من دون إقلاق المريض أو الصغير أو كبير السن، خصوصاً وقت الفجر الذي يسري فيه الصوت المنخفض، فكيف بالصوت العالي جداً؟ وهذا موافق لما كانت عليه أخلاق صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم، كما تقدّم، والذي كان خلقه القرآن. فالرجاء التكرم بمراعاة عدم رفع الصوت، بل إن كان لطيفاًَ كان أقرب الى الخشوع والتقوى والاستئناس بذكر الله تعالى. هذا، ولم أكتب هذه الرسالة إلا محاولاً إبداء وجهة نظري بكل محبة وأخوّة، لا سيما من طريق أهل هذا الشأن. فالرجاء التكرم بإيلاء هذا الأمر ما يحتاج اليه من عناية واهتمام، والله يحفظكم. بيروت - محمد الولي