حذّر الاتحاد الأوروبي ايران من "متاعب" في حال اصرارها على رفضها توقيع البروتوكول الاضافي الملحق باتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية. وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي يزور طهران في محاولة لاقناعها بالموافقة على عمليات تفتيش مباغتة لمنشآتها النووية والبحث في قضية العراق ومسائل اقليمية، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي: "اذا لم توقعوا البروتوكول، ستواجهون مشكلات". وأضاف: "لا توجد مكافأة لذلك. والامر ليس موضوع مساومة". وأضاف: "نريد التوقيع، وكلما كان ذلك في وقت اقرب كان ذلك افضل"، مضيفاً انه من شأن ذلك ان "يعطي الثقة للمسؤولين في فيينا وأفراد المجتمع الدولي". ومن جهته اكد خرازي ان النيات الجيدة لإيران واضحة من خلال استعدادها للسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المواقع النووية الايرانية وأخذ عينات منها وكذلك مشاركة طهران في المحادثات حول توقيع البروتوكول. وأضاف: "نأمل ألا يرضخ الاتحاد الاوروبي للضغط وألا يدع حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسيسون المسألة"، في اشارة ضمنية لمحاولات واشنطن اقناع الوكالة برفع القضية الى مجلس الامن الدولي، ما يهدد بفرض عقوبات على ايران. وتحض الاسرة الدولية ايران على التوقيع على البروتوكول الذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش مباغتة للمواقع الايرانية سواء كانت من المواقع المصرح عنها ام لا. كما يعطي ضمانات اضافية بأن ايران لن تعمد الى انتاج قنبلة نووية. وحذر الاتحاد الاوروبي من انه سيعيد البحث في تعاونه الاقتصادي مع ايران في الثامن من الشهر المقبل في ضوء تقرير جديد حول الملف النووي الايراني ستدرسه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. في غضون ذلك، نقلت تقارير عن ديبلوماسيين وخبراء في فيينا ان البرنامج النووي الايراني يدعو الى الاعتقاد بأن طهران تسعى الى انتاج اسلحة نووية سراً، لأن الحاجة الى توليد الطاقة الكهربائية لا تشكل تبريراً كافياً لوجوده. وتساءل ديبلوماسي غربي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الاسباب التي تدفع ايران لاستثمار بلايين الدولارات في برنامج نووي لانتاج الكهرباء بكلفة اكبر من تلك التي تنجم عن المحطات الحرارية التي تعمل بالغاز. وقال ان هذا البرنامج "يصعب تبريره من الناحية الاقتصادية"، نظراً الى كون ايران من كبرى الدول المنتجة للنفط والغاز. وتعززت شكوك الاسرة الدولية وخصوصاً الولاياتالمتحدة أخيراً مع اكتشاف يورانيوم مخصب "يمكن الاستغناء عنه في توليد الكهرباء" في موقع ناتنز في وسط ايران، لم تبلغ طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية به.