اكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان مفتشي الوكالة عثروا في محطة نووية ايرانية اخيراً، على آثار لليورانيوم المخصب المستخدم في تطوير اسلحة نووية. وقال البرادعي في حديث إلى مجلة "شتيرن" الالمانية نشر امس، إن هذا الاكتشاف تم في مفاعل ناتانز النووي جنوبطهران، مما يدل إلى أن إيران ربما كانت قطعت شوطاً أبعد مما يعتقد في تطوير تلك الأسلحة. واكد ان "اكتشاف آثار اليورانيوم على ماكينات الطرد المركزي للغاز الفائقة السرعة "يثير قلقاً شديداً لدينا". وحذر من "عواقب وخيمة" إذا تبين أن إيران لا تستخدم برنامجها النووي في أغراض سلمية، في حين افادت مصادر في الاممالمتحدة اطلعت على تقرير للوكالة في هذا الشأن، ان المسؤولين الإيرانيين ردوا على المفتشين، بالتأكيد ان المعدات التي استوردوها كانت ملوثة اصلاً باليورانيوم المخصب. وتزامن تصريح البرادعي مع اعلان رسمي للوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً لها ان البرنامج النووي الايراني "خصوصاً في جوانبه المرتبطة بتخصيب الوقود النووي، ما زال مصدر قلق ينبغي تبديده بسرعة". وشكل هذا الاعلان تهديداً ضمنياً بأن الملف النووي الايراني سيحال على مجلس الامن مع تقويم سلبي لتعاون طهران، مما يعرضها لمزيد من العقوبات الدولية، وذلك بعد الاجتماع المقرر لمجلس حكام الوكالة في الثامن من ايلول سبتمبر المقبل. وقللت تلك التطورات من اهمية اعلان الناطق باسم الوكالة مارك غفوجيكي امس، ان ايران وافقت على التفاوض مع الوكالة في شأن توقيع البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي الذي يتيح تفتيشاً اكثر صرامة للمنشآت. واشار الناطق الى "عدد من القضايا العالقة" بين الجانبين، من بينها برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم الذي يتطلب حلاً سريعاً". وقال إن مفتشي الوكالة زاروا ايران خمس مرات الى الآن، وتلقوا "معلومات جديدة من السلطات". واضاف ان عملية تحليل تلك المعلومات قد تستغرق "اسابيع او اشهراً". وبدا ان وكالة الطاقة الذرية تتجه باعلانها اكتشاف اليورانيوم المخصب الى تأكيد مزاعم الولاياتالمتحدة التي تحدثت مرات عدة عن "برنامج سري للأسلحة النووية" في ايران، مما يشكل خرقاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها طهران. وجاء ذلك في وقت نقلت صحف صينية عن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الذي يزور بكين، تأكيده للرئيس الصيني هو جينتاو ان البرنامج النووي لبلاده ذو طابع سلمي. وتحاول ايران الحصول على ضمانات بأن موظفي الوكالة لن يتمتعوا بحرية تنقل تامة ولن يكون في وسعهم انتهاك اسرار عسكرية او استراتيجية، إذا وقعت البروتوكول الملحق بالمعاهدة النووية.