أوضح زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة عباسي مدني ان خروجه من الجزائر تم "بلا شروط"، مشيراً إلى أنه يأمل في أن يساهم في إخراج الجزائر من الأزمة الدموية التي تعيشها منذ مطلع التسعينات. وأكد عباسي مدني في تصريح بثته قناة "الجزيرة" القطرية، أمس، أنه سيلتحق بعائلته التي انتقلت من ألمانيا إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور حيث يعيش منذ سنوات بعض أعضاء القيادة السياسية لجبهة الإنقاذ. وأوضح انه خرج من الجزائر، الخميس، "بلا شروط ولا تعهدات لأي جهة سوى ما عاهدت الله - عز وجل- عليه من العمل لمصلحة الشعب الجزائري". وأكد عباسي الذي رفعت عنه إجراءات الإقامة الجبرية في 2 تموز يوليو الماضي، انه غادر الجزائر "بقصد الاستشفاء". ووعد بأن يسعى بعد عودته إلى الجزائر "جاهداً للعمل على إخراج الجزائر من النفق المظلم الذي تعيش فيه". وتمنى ألا يوارى تحت التراب إلا وقد حقق ذلك. ووجه مسؤول "الإنقاذ" الذي بدا متعباً من مضاعفات أزمة قلبية لازمته في السنوات الأخيرة، رسالة إلى الشعب الجزائري حضه فيها على "التكاتف والتعاضد للخروج من الأزمة السياسية التي دخلتها البلاد منذ مطلع التسعينات". ووصف الإفراج عنه برفقة نائبه علي بن حاج بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو حل الأزمة الجزائرية". وكانت "الحياة" أفادت في رمضان الماضي أن زوجة عباسي مدني راسلت رئيس اللجنة الإستشارية لحقوق الإنسان المحامي محمد فاروق قسنطيني طالبة تمكينه من الحصول على جواز سفر لمغادرة البلاد إلى الخارج. وأكد قسنطيني لاحقاً ل"الحياة" أن الطلب أحيل على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي سينظر فيه. وتم تجديد الطلب مرة ثانية خلال تسليم اللجنة الإستشارية هيئة حكومية تقريرها السنوي حول وضع حقوق الإنسان في الجزائر إلى رئيس الجمهورية في نهاية حزيران يونيو الماضي.