سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد إقفال جمعية "سنابل" بقرار قضائي وتقلص المساعدات نتيجة "التصنيفات الارهابية". مستشفى الهمشري في صيدا يوقف غسل الكلى بعد توقف التبرعات المالية له ... والمرضى يستغيثون
أطلق مرضى فلسطينيون يخضعون لعلاج غسل الكلى في مستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة صيدا الجنوبية نداء استغاثة الى منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات الدولية الانسانية والأمم المتحدة والمحسنين، بعدما ابلغتهم ادارة المستشفى امس انها ستتوقف بدءاً من غد الاثنين عن غسل كليهم بسبب عجزها المالي عن تأمين هذا العلاج، بعد انقطاع المساعدات المالية التي كانت تتلقاها من طريق جمعية خيرية، مخافة اتهامها بتمويل الارهاب. ويكشف هذا التطور المشكلات الناجمة عن تقلص المساعدات لجمعيات خيرية ونتيجة الشبهات على التحويلات المالية الداعمة لنشاطاتها في المخيمات الفلسطينية في لبنان، او عن تجميد اصول جمعيات بتهمة دعمها "الارهاب". ومن الجمعيات التي اعلن الرئىس الاميركي جورج بوش تجميد اصولها بتهمة دعمها لحركة "حماس" جمعية "سنابل للاغاثة والتنمية" لا علاقة لها بقضية مستشفى الهمشري. وقال احد مسؤولي الجمعية امس لوكالة "فرانس برس": "ان مقر جمعية "سنابل" في صيدا اقفل منذ شهر ونصف الشهر بقرار قضائي لبناني بعد تصنيفها من الادارة الاميركية بأنها ارهابية". وهي جمعية تقدم المساعدات التربوية والصحية والاجتماعية للاجئي مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا، والذي يضم زهاء 70 ألف لاجئ. اما مستشفى الهمشري الذي يعالج 61 لاجئاً فلسطينياً يعانون من قصور في الكلى فكان يعتمد على تمويل لهذا القسم من متمول فلسطيني له اعمال في بعض الدول العربية وأميركا ويدعى الحاج حسين الطبري. وهو كان يقدم 10 آلاف دولار شهرياً لدعم عيادة علاج مرضى السكري وقسم غسل الكلى الذي اسسه في العام 1996. لكن تبرعات الطبري التي كانت تدفع للهلال الأحمر الفلسطيني الذي يشرف على مستشفى الهمشري، من طريق جمعية في اميركا، الى جمعية في بيروت جمعية الرعاية الصحية توقفت منذ نيسان ابريل الماضي. وقال مدير المستشفى الدكتور خليل الفرماوي ان تراكم الديون على المستشفى ادى الى قرار وقف قسم الكلى، واعتبر المسؤول في اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة سمير جمعة ان المتبرعين توقفوا عن ارسال الأموال خوفاً من اتهامهم بالارهاب". وقال جمعة ل"فرانس برس": "ان الضغوط الاميركية تؤدي لاغلاق مؤسسات رعاية وتؤثر في حياة مرضى...". وأوضح نائب مدير مستشفى الهمشري الدكتور أحمد الجنداوي ل"الحياة" ان الشركات التي كانت تقدم الامصال والمواد الطبية التي تستخدم في غسل الكلى زودت القسم بها على امل ان تدفع لها ادارة المستشفى ثمنها من التبرعات التي قد تستأنف لاحقاً. وقال مصدر في ادارة المستشفى ل"الحياة" ان الديون تراكمت على المستشفى لمصلحة الشركات التي لم يعد باستطاعتها تسليمه المواد الطبية، خصوصاً ان تبرعات رجل الاعلام الطبري لم تستأنف. فهي كانت تؤمن جزءاً من ثمن المواد الطبية فيما كان المستشفى يؤمن الجزء الباقي من ايراداته والهلال الأحمر. وأفاد اداريون في الهمشري "الحياة" بأن المرضى ال61 الذين يأتون من مختلف مخيمات اللاجئين في لبنان تراوح اعمارهم بين سبع سنوات و82 عاماً وانهم يخضعون للعلاج 3 ايام في الاسبوع مجاناً. ويرتقب ان يتوقف قسم غسل الكلى عن عمله يوم غد الاثنين. وأضاف الاداريون أمام الصحافيين الذين زاروا المستشفى: "ان المرضى مهددون بالموت بعد الآن". ووجهت طفلة فلسطينية عمرها سبع سنوات كانت ترقد في المستشفى في انتظار دورها لاجراء عملية الغسل ما يشبه نداء استغاثة الى الرئىس الفلسطيني ياسر عرفات والمجتمع الدولي والعربي لمد يد العون الى المستشفى لتتمكن من غسل كليتيها بصورة منتظمة. وقالت الطفلة للصحافيين بصوت متهدج وعلى وجهها الخوف: "هيدي آخر مرة فييّ غسّل كلى لأنو ما بقى في مصاري بالمستشفى واللي كانوا يتبرعوا لنا منعتهم اميركا، هيك سمعنا بالأخبار. وخبرونا بالمستشفى". وأضافت وهي ترتجف: "قولولهم انا اذا ما غسّلت الثلثاء يمكن موت". ولا تقدم مفوضية اللاجئين اونروا للفلسطينيين مساعدات مقابل جلسات غسل الكلى التي تراوح كلفة الواحدة منها بين 90 و100 دولار اميركي. وكان رجل الاعمال الطبري يتبرع بكلفة صيانة معدات غسل الكلى وأجور موظفي القسم وجزء من المواد الطبية المطلوبة في جلسات الغسل... ولم يعرف ما اذا كانت الجمعية التي كان يتبرع عن طريقها في اميركا قد اوقفت ام انه توقف تلقائياً نتيجة القيود على التحويلات المالية، الى جمعية الرعاية الصحية في بيروت التي تتولى بدورهها تحويل الاموال الى الهلال الاحمر الفلسطيني. وأوضح مسؤول في "الهلال" ل"الحياة" انه سيتم الاتصال مجدداً بالطبري عبر رسائل رسمية للطلب اليه استئناف التبرع وسيجتمع مرضى قصور الكلى غداً الاثنين امام مدخل المستشفى مطالبين بتأمين الامكانات لمعالجتهم.