قالت فرنسا أمس الجمعة إنها تعتقد ان من الممكن التوصل قريباً الى صفقة مع ليبيا في شأن تعويض ضحايا تفجير طائرة الركاب الفرنسية "يوتا" فوق النيجر عام 1989، ما أدى الى قتل 170 شخصاً، فيما أعلنت طرابلس أنها ترغب في التوصل إلى اتفاق مع باريس في شأن هذه التعويضات. قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان ان ممثلي عائلات ضحايا طائرة "يوتا" التي انفجرت فوق صحراء النيجر العام 1989، توجهوا الى ليبيا الخميس لاجراء مشاورات للفوز بصفقة تعويضات افضل. وقال لراديو "آر تي ال": "نأمل بأن تنجح في الساعات المقبلة المحادثات التي تجري في ليبيا". وقال ان "ممثلي أسر الضحايا توجهوا الى ليبيا الخميس بعدما اجتمعت معهم. ووضعنا طائرة في تصرفهم لهذا الغرض ونأمل بأن تفضي هذه المحادثات الى نتيجة في الساعات المقبلة". وقال إن المبلغ المبدئي الذي سلمته ليبيا لتعويض ضحايا الطائرة الفرنسية غير مقبول. وأضاف: "واضح ان الأمر متروك لليبيين ليتوصلوا الى حل مع عائلات الضحايا. اعتقد انه ممكن". وأفاد مصدر ليبي مطلع ان سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، زار فرنسا الأسبوع الماضي لاجراء مفاوضات. وجاءت هذه التحركات بعدما دعت بريطانيا الى تصويت في مجلس الأمن على رفع عقوبات الاممالمتحدة عن ليبيا بعدما قبلت طرابلس المسؤولية عن تفجير الرحلة الرقم 103 لشركة "بان اميركان" فوق لوكربي الاسكتلندية عام 1988. ووافقت ليبيا على دفع 7.2 بليون دولار تعويضات عن هذا الحادث الذي ادى الى قتل 270 شخصاً. لكن التصويت على رفع العقوبات تأجل بعدما هددت فرنسا باستخدام حق النقض الفيتو ما لم توافق ليبيا على زيادة تعويضاتها لعائلات ضحايا تفجير الطائرة الفرنسية والتي تبلغ 34 مليون دولار. وحذرت ليبيا فرنسا من ان اصرارها على الحصول على تعويض أكبر قد يهدد صفقة لوكربي. وفي لندن، أعلن السفير الليبي محمد الزوي لوكالة "فرانس برس" ان طرابلس تريد التوصل الى اتفاق في شأن تعويضات طائرة "يوتا". وقال ان "ليبيا تسعى الى حوار هادئ مع فرنسا التي يجب عليها ألا تعرقل الحل في قضية لوكربي. إن مؤسسة القذافي الخيرية التي يرأسها سيف الإسلام ستنظر في طلبات أسر الضحايا كي نصل الى حل إنساني". وشدد على ان "الاعتراض الفرنسي على مشروع القرار، إذا نفذ، سينعكس سلباً على مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين".