وصل الى باريس بعد ظهر امس وفد ليبي من "مؤسسة القذافي" الخيرية التي يرأسها نجل الزعيم الليبي سيف الاسلام القذافي لاستئناف المفاوضات في شأن التعويضات الليبية لأسر ضحايا طائرة "يوتا" الفرنسية. ووصف الرئيس جاك شيراك الزيارة بأنها "إشارة ايجابية"، معرباً عن التمني "ان تحترم الالتزامات التي اتخذت على أعلى مستوى في ليبيا، سواء من الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي أو رئيس مؤسسة القذافي". ويرأس الوفد الليبي مدير "مؤسسة القذافي" صالح عبدالسلام، برفقة ثلاثة مسؤولين ليبيين. وتطالب أسر ضحايا طائرة "يوتا" ليبيا بتعويضات اضافية على ما حصلت عليه بموجب حكم قضائي فرنسي صدر العام 1999، انصافاً لها، في ضوء ما حصلت عليه أسر ضحايا طائرة "بانام" الاميركية التي انفجرت فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية من تعويضات. وبلغ حجم التعويض الأولى الذي حصلت عليه اسر ضحايا طائرة لوكربي 270 ضحية أربعة ملايين دولار لكل عائلة، فيما اقترح الجانب الليبي دفع تعويضات اضافية بقيمة مليون دولار لكل اسرة من أسر ضحايا طائرة "يوتا" 170 عائلة. وكانت ليبيا دفعت 34 مليون دولار لعائلات ضحايا "يوتا" بموجب حكم قضائي صدر عن محكمة باريس عام 1999. وقال الناطق باسم أسر ضحايا "يوتا" غيوم دوسان مارك ل"الحياة" ان الأموال لن تعيد والده الذي فقده في حادثة تفجير الطائرة الفرنسية فوق صحراء النيجر عام 1989 ولن تعيد للأسر الأخرى "الأحباء الذين فقدتهم". وأضاف: "ان القضية مبدئية ورمزية"، وتقضي بأن يدفع الجانب الليبي مبالغ "منصفة" لأسر ضحايا الطائرة الفرنسية مقارنة مع اسر ضحايا لوكربي. وقال ان ما اقترحه الليبيون حتى الآن اي مليون دولار "غير منصف". ووصف دو سان مارك المسؤول في "مؤسسة القذافي" صالح عبدالسلام بأنه "جدي وصريح". وقال ان سيف الاسلام القذافي لا يدخل في تفاصيل المفاوضات اليومية، لكنه يتابع خطوطها العريضة ويتخذ القرار بالتشاور مع والده العقيد معمر القذافي في ضوء ما تم التوصل اليه بين الجانبين. وعبر عن أمله بتسريع المفاوضات والتوصل الى حل مرضي للعائلات، مشيراً الى ان هذه المفاوضات تتناول قيمة التعويضات ومواعيد دفعها. واستبعد ان يكون وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم يعرقل الاتفاق على التسوية، علماً ان الوزير كان يعارض حل هذه القضية قبل ضمان رفع العقوبات الدولية عن ليبيا وهو ما تم الشهر الماضي. وأفادت مصادر فرنسية مطلعة انه لو لم تكن هناك نية ليبية "على أعلى مستوى" لتنفيذ الالتزام الذي اعطاه الزعيم الليبي القذافي لنظيره الفرنسي جاك شيراك والذي اعطاه ايضاً سيف الاسلام لعائلات الضحايا، منذ توقيع الاتفاق المبدئي بين مؤسسته وأسر الضحايا، لما كان الوفد الليبي حضر الى فرنسا ليعيد اطلاق المفاوضات المتوقع ان تبدأ صباح اليوم.