رفض القضاء البريطاني أمس الإفراج بكفالة عن سفير إيراني سابق في الأرجنتين اعتقلته الشرطة بناء على طلب من بوينيس ايريس التي تتهمه بالتورط في تفجير مركز يهودي عام 1994. وحذّرت طهران التي نفت مراراً علاقتها بالانفجار، من ان اعتقال سفيرها السابق هادي سليمانبور يُعتبر "عملاً سياسياً بدوافع سياسية، تم بضغط من الكيان الصهيوني وبهدف مجاملته". ويُنذر اعتقاله بأزمة بين لندنوطهران. واعتقلت الشرطة سليمانبور 47 عاماً في دارام، شمال شرقي انكلترا، حيث كان يدرس منذ 2002. وأوضحت انها اعتقلته بناء على طلب أرجنتيني يتهمه بالتآمر مع آخرين في تموز يوليو 1994 لقتل أشخاص في مقر الرابطة الإسرائيلية - الأرجنتينية آميا، وهو الحادث الذي أوقع 85 قتيلاً. وقال مفتش الشرطة كيث ريتشاردسون أمام محكمة بوستريت أمس ان سليمانبور أُبلغ مذكرة الاتهام لدى توقيفه فعلّق بأنها "كذب". وأضاف ان السلطات الأرجنتينية بدأت تحقيقاً جديداً في تفجير المقر اليهودي مع التغيير الحكومي الأخير في ايار مايو الماضي، وانها تزعم انه "متورط في التخطيط والتنفيذ للتفجير وانه قدّم معلومات عن مكان الهجوم وموعده". وأضاف ان الشرطة البريطانية استجوبت الموقوف ثلاث مرات. ودافع المحامي برتبة مستشار ملكي ميشيل عبدالمسيح عن موكله الإيراني وقال انه كان يعلم بالادعاءات والإشاعات والأقاويل التي تربطه بالتفجير ومع ذلك لم يحاول الاختفاء أو الابتعاد عن الأنظار لإيمانه ببراءته من التهم الموجهة إليه. وشدد على عدم وجود أي دليل يربط موكله بالتهمة. واستجاب قاضي محكمة بوستريت تيموثي وركمان طلب المحامي إصدار أمر يلزم السلطات الأرجنتينية بتسليمه الوثائق والأدلة المتوافرة لديها والتي اعتمدت عليها في توجيه الاتهام خلال سبعة أيام بدل ستين يوماً، كما هو المعتاد في مثل هذه الحالات. كما أمر القاضي بتأجيل الجلسة إلى الجمعة المقبل، على ان تواصل الشرطة توقيفه في سجن بريكستون جنوبلندن حتى ذلك التاريخ. وبرر القاضي سبب عدم إطلاقه بكفالة بأن لا صلات قوية له ببريطانيا ذلك ان عائلته زوجته وطفليه تقضي فترة إجازة في بلاده حالياً. واعتبر ا ف ب القاضي الارجنتيني خوان خوسيه غاليانو عندما اصدر اربع مذكرات بتوقيف ايرانيين في اذار مارس الماضي ان "مسؤولية عناصر متشددة من الجمهورية الاسلامية في الاعتداء على منظمة اميا" أكيد. ومنذ ذلك التاريخ اصدر القاضي مذكرات أخرى بتوقيف ثمانية ايرانيين كان سليمانبور اول من قبض عليه بموجبها. وتنفي طهران باستمرار ضلوعها في هذا الاعتداء وفي الاعتداء على السفارة الاسرائيلية الذي اسفر في 17 اذار مارس 1992 عن سقوط 29 قتيلاً و200 جريح في العاصمة الارجنتينية وتبنته حركة "الجهاد الاسلامي". واستدعت طهران ممثلها الحالي في الارجنتين في اذار مارس بعدما غضبت من معلومات تتحدث عن اتهام محتمل لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي في هذه القضية. وقالت مصادر ديبلوماسية ان العلاقات بين البلدين كانت على وشك الانقطاع في هذه المرحلة بعدما خفضت الى مستوى القائم بالاعمال اثر اعتداء 1994.