عاد مسؤول إيراني كبير فرّ إلى الغرب قبل بضعة أعوام فوجه الاتهام مجدداً للحكومة الإيرانية بأنها كانت وراء الهجوم الذي تعرض له مقر الجالية اليهودية في بيونس آيرس في الأرجنتين عام 1994 وأدى إلى مقتل 85 شخصاً وجرح 200 آخرين. وقال أن المنفذين جاؤوا جميعاً من خارج الأرجنتين ولم يكونوا مقيمين فيها. ونقلت "صحيفة "نيويورك تايمز" ان عبدالقاسم مصباحي، الحاصل على حق اللجوء السياسي في ألمانيا، قوله أن قرار تنفيذ الهجوم اتخذته لجنة خاصة تخضع لإشراف آية الله علي خامنئي المرشد الروحي للثورة الإيرانية. وكان مصباحي يرد على أسئلة محامين أرجنتينيين في استجواب متلفز نقل إلى بيونس آيرس ورتبته السفارة الأرجنتينية في برلين ضمن جلسة الاستماع للشهود في المحكمة الأرجنتينية التي تنظر في قضية التفجير. ووفقاً للمنشق الإيراني فإن الانفجار الذي وقع أيضاً أمام السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين قبل ذلك بعامين وقتل فيه 28 شخصاً كان كذلك من تدبير إيران. وكان مصباحي أدلى بشهادات شبيهة في هذا الموضوع في اعوام 1998 و2000 و2002 أمام محققين أرجنتينيين، مما دفع القضاء الأرجنتيني إلى إعادة فتح ملف القضية، وتجري حالياً محاكمة عدد من المتهمين ورجال الشرطة الأرجنتينيين الذين يعتقد أنهم ضالعون في العملية وزودوا منفذيها "الإيرانيين" بالسيارة التي فخخت ثم فجرت في الموقع. وفي اطار هذه المحاكمة اصدرت أوامر باعتقال أربعة مسؤولين في الحكومة الإيرانية، من دون الاستجابة لطلب الادعاء العام الأرجنتيني بإصدار أمر خامس لاعتقال خامنئي. وأسفرت أوامر الاعتقال هذه عن توقيف واحد من المطلوبين هو السفير الإيراني السابق في الأرجنتين حاجي سليمانبور، وقد أوقف في آب أغسطس الماضي في لندن بطلب أرجنتيني لتسليمه، لكن السلطات البريطانية ما لبثت أن أطلقته بكفالة على ألا يغادر بريطانيا إلى حين انتهاء النظر في القضية بعد تقديم الجانب الأرجنتيني مزيد من البينات لدعم طلب التسليم. وكانت إيران هددت بريطانيا بالرد على اعتقال سليمانبور، كت هددت الأرجنتين باجراءات مناسبة ضدها إذا لم تسقط الدعوى ضد المسؤولين الإيرانييين واتهمتها بالتواطؤ مع المصالح الصهيونية. وفي شهادته اعتبر مصباحي ان السفير الإيراني السابق كان ضالعاً في التفجير، فيما عرف عن سليمانبور في الماضي أنه لعب دوراً أساسياً في احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران عام 1979 قبل انتسابه للسلك الديبلوماسي الإيراني. وأكد مصباحي ما أدلى به سابقاً من أن الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم عرض بشكل سري على إيران، من خلال مبعوث خاص أوفده إلى طهران، إغلاق ملف التفجير في بوينس آيرس مقابل عشرة ملايين دولار. لكنه فشل في تشخيص هذا المبعوث عندما عرضت عليه أمس صور لمساعدين عملوا مع منعم وتتطابق ملامحهم مع وصفه للمبعوث بأنه ملتح وفي منتصف العمر. وافاد المصباحي بأن الحكومة الإيرانية التي ترغب في إغلاق ملف القضية وافقت على عرض منعم ودفعت فعلاً المبلغ المطلوب، لكنه شخصياً لا يملك الدليل على ذلك.