كرّست كبرى الصحف العبرية عناوينها الرئيسية امس ل"الملف السوري" الذي باتت تتابعه بوتيرة عالية، وابرزت هذه المرة اقوالاً لوزير الخارجية الاميركي كولن باول ادلى بها الى صحيفة "معاريف" واخرى للرئيس الاميركي قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه ادلى بها خلال استقباله رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون على مأدبة غداء الثلثاء الماضي، وتركزت اساساً في شخصية الرئيس السوري بشار الأسد. ووفقاً ل"يديعوت احرونوت" التي تفرّدت بنشر بروتوكول لقاء بوش وشارون، اعرب الرئيس الاميركي "الذي كان اسرائيلياً اكثر من الاسرائيليين في كل ما لا يتعلق بالملف الفلسطيني" عن قلقه من السلوك السوري "وقد نقلنا لهم رسائل طالبنا فيها الرئيس بشار الاسد الكف فوراً عن دعم حزب الله ومنظمات الرفض الفلسطينية، لكن انطباعنا بأن ثمة غرابة في سلوك الاسد. وقد اعتقدنا بأنه يختلف عن والده فهو طبيب تلقى ثقافته في الغرب. لكننا بتنا نتساءل عن كونه يسيطر فعلاً على الامور في دولته". وفي حديث الى "معاريف" قال باول انه لا يشعر بأن شيئاً تغير لدى السوريين، "وقد اوضحنا لهم اننا لا ننطلق من نقطة ما تم فعله حتى الآن، انما من نقطة ما لم يتم فعله"، ونسبت الصحيفة الى الوزير الاميركي "ان فاتورة الحساب ستقدم الى سورية اذا لم تغيّر موقفها وان العملية السلمية ستقدم من دونها". وقال باول ان الاسد "وجد نفسه في وضع مثير. انه رئيس جديد نسبياً مع حكومة قديمة نسبياً… عليه ان يتخذ قرارات استراتيجية وهو لا يملك كل الوقت في العالم لاتخاذها". وحذر دمشق من ان الحكومة العراقية الجديدة ستتعامل سلبياً مع سورية اذا لم تتعاون في بناء عراق افضل او لم تتعاون في تقديم المساعدة لعملية السلام في الشرق الاوسط، مستبعداً ان تتجدد المفاوضات بين اسرائيل وسورية "لأن الطرفين غير مستعدين لذلك". الى ذلك نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مجلة "فورين ريبورت" البريطانية المتخصصة في شؤون المخابرات والامن تقريراً استند الى مصدر اسرائيلي افاد ان سورية تنصب حالياً مئة صاروخ ارض ارض بعيدة المدى موجهة نحو اسرائيل ذات رؤوس كيماوية تشمل غاز اعصاب فتّاك من نوع "في اكس" وانها مخبأة في كهوف عميقة في شمال سورية، بحسب التقرير، رصد جهاز الرادار في منظومة "حيتس" الاسرائيلية المضادة للصواريخ في العام الماضي تجربة اجرتها سورية لاطلاق صاروخ من طراز "سكود سي" وان الرادار تعقب الصاروخ حتى سقط جنوب سورية. وبحسب المصدر الاسرائيلي فإنه لا يتوقع ان تقوم اسرائيل بهجوم رادع على سورية "لخشيتها من الطابع المتوقع للرد السوري وانها تفضل ان تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً عى دمشق لإزالة خطر اسلحة الدمار الشامل عن اسرائيل.