التزمت بريطانيا موقفاً ملتبساً حيال مسألة منح كريمتي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، رغد 35 عاماً ورنا 33 عاماً، حق اللجوء. ففي حين أكد وزير شؤون الهجرة واللجوء السياسي بفرلي هيوز أن "بريطانيا ليست في وارد منح أفراد عائلة الرئيس صدام حسين هذا الحق". قال ناطق باسم رئيس الوزراء توني بلير ان ليس أمامهما فرصة كبيرة، خصوصاً إذا كانتا "ضالعتين في انتهاكات لحقوق الانسان". وكانت رغد ورنا أشارتا الى عزمهما تقديم طلب لجوء الى المملكة المتحدة، بسبب الخطر المحيق بحياتهما، وتعرضهما لاضطهاد منتظم من أفراد عائلتهما. وتميزت معاملة والدهما صدام حسين وشقيقهما عدي لهما بالجفاء والقسوة، لمعاقبتهما على فرارهما مع زوجيهما الى الأردن، لتعودا بعد ذلك نتيجة تهديدات الرئيس صدام حسين بقتل أفراد عائلة زوجيهما. ولينتهى الأمر بقتل زوجيهما اللذين كانا يشغلان مناصب في النظام السابق، في حين أخضعتا للاقامة الجبرية. وأضاف الوزير هيوز: "إذا أتتا الى هذا البلد فإننا سننظر في طلبهما اللجوء"، في تأكيد ضمني أن معايير القانون الدولي ستطبق لدى النظر في ملفهما لطلب اللجوء مع أطفالهما العشرة، بعدما اضطرتا منذ انهيار النظام الى الاقامة لدى أصدقاء من مؤيدي النظام السابق في بغداد. وتكرر الموقف نفسه في تصريحات الناطق باسم رئاسة الحكومة، الذي أكد أمس أنه "لن يؤخذ في الاعتبار طلبا ابنتي صدام للحصول على اللجوء وكذلك طلب زوجته أو أي فرد آخر من أفراد عائلته قد يكون ضالعاً في انتهاكات حقوق الانسان". وكانت التقارير الصحافية أشارت أمس إلى احتمال تقدم العقيلة الأولى للرئيس صدام السيدة ساجدة طلفاح بطلب لجوء بدورها، بعدما اضطرت إلى طلب الحماية لدى شيخ قبيلة شمر قرب الموصل. ويعتبر عزالدين محمد حسن المجيد، ابن عم صدام حسين، المقيم في بريطانيا منذ لجوئه اليها عام 1995، ووصل أمس الى مدينة ليدز البريطانية، مصدر المعلومات الأخيرة عن رغبة رغد ورنا في التقدم بطلب اللجوء، وتأكيده أنهما راغبتان في مغادرة بغداد فوراً، لكنهما تحتاجان الى جوازات سفر لهما ولأطفالهما، للمغادرة إلى سورية ثم إلى لندن. يذكر أن تقارير سابقة كانت أشارت الى إحباط أجهزة الاستخبارات العراقية عام 1999 خطة لاخراج رنا ورغد الى الأردن، ومن ثم الى بريطانيا، بعدما فرضت عليهما مع أطفالهما الاقامة الجبرية. ويعتقد أن رغد ورنا اللتين تعيشان في ظروف قاسية قادرتان، بعد خروجهما من العراق، على تأمين مستوى لائق من الحياة، بفضل أموال أودعتاها في حسابات في مصارف أردنية، بالاضافة إلى حسابات كان زوجاها افتتحاها هناك قبل عودتهما الى بغداد. كما أنهما زاولتا التجارة ونشاطات اقتصادية عدة، وكانت لهما أعمال خاصة بهما قبل أن تفقدا حظوتهما لدى عائلتهما وتضطرا الى الابتعاد عن الأنظار.