أعلن الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر أن إعادة إعمار هذا البلد ستحتاج إلى أموال من الخارج تتراوح بين خمسين ومئة بليون دولار على مدى سنتين. في الوقت ذاته دعا رئيس مجلس الحكم الانتقالي ابراهيم الجعفري العرب إلى المشاركة في "بناء العراق الجديد". وقال بريمر في حديث إلى شبكة "سي ان بي سي" التلفزيونية الأميركية: "خلال السنتين المقبلتين على الأقل سنضطر إلى انفاق أموال تزيد كثيراً عما سنحصل عليه من ايرادات، حتى في حال اعادتنا انتاج النفط إلى مستوياته التي كان عليها قبل الحرب". وذكر أنه لا يعرف الكلفة الاجمالية لإعمار العراق، لكنه أضاف: "من المحتمل أن تزيد كثيراً على 50 بليون دولار أو 60 بليوناً وربما 100 بليون دولار". ورفعت عقوبات الأممالمتحدة التي خنقت اقتصاد العراق 13 سنة في أيار مايو عندما فازت الولاياتالمتحدة وبريطانيا بسلطات واسعة لإدارة العراق وبيع نفطه إلى حين قيام حكومة جديدة. وأعرب بريمير عن أمله بأن يتمكن العراق في النهاية من تمويل ذاته من خلال ايراداته النفطية "ولكن ستكون لديمه العراقيين مشكلة حقيقية في العامين المقبلين". وكان أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي انتقدوا إدارة الرئيس جورج بوش لعدم إعلانها تقديرات لتكاليف إعادة بناء العراق. إلى ذلك، أكد الجعفري في حديث إلى اذاعة "صوت العرب" أنه سيبذل قصارى جهده ل"دفع العمل السياسي حتى انهاء الاحتلال وارساء قواعد الحرية والديموقراطية، ومعالجة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية السلبية" في العراق. وأشار إلى أن الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم الانتقالي "تتحرك في إطار مفهوم واحد ومشترك". ودعا "أبناء الأمة العربية … باسم كل طوائف الشعب العراقي ومذاهبه وقومياته" إلى "المشاركة في بناء العراق الجديد ومحو كل اثار النظام السابق الذي كان سبباً في المأسي التي يعاني منها العراقيون". وكان الجعفري، وهو شيعي، انتخب الأربعاء أول رئيس لمجلس الحكم الانتقالي في العراق، أول هيئة تنفيذية تنشأ برعاية الولاياتالمتحدة في العراق بعد سقوط نظام صدام.