منذ بداياتها قدمت علا غانم نفسها وجهاً مختلفاً، متمردة عنيدة ومستقلة تماماً، تركت الرسم للتمثيل ولكنها حافظت على ريشتها كهواية. التحقت بمعهد الفنون المسرحية عندما ارادت ان تدعم حلمها القديم بالدراسة، لكنها تمردت عليه سريعاً بعد عامين بدأت خلالهما الظهور في الاعلانات بعدما قدمها المخرج حامد سعيد في فيديو كليب "ح انساك" لمحمد فؤاد. لكنها رفضت ان تكون مجرد وجه جميل، فاختارت أعمالاً متميزة في مشوار قصير جداً. بدأت مع المخرج جمال عبد الحميد فى مسلسل "زيزينيا"، ثم توالت مشاركاتها: "حديث الصباح والمساء"، "وجه القمر"، "جسر الخطر"، "احلام وردية"، "القلب يخطئ احياناً"، "الفسطاط". وفي المسرح وقفت أمام يحيى الفخراني في "الطيب والشرير" وأمام أحمد بدير في "خربشة" وأمام عبلة كامل فى "اعقل يا دكتور". وفي السينما صعدت من ادوار صغيرة في أفلام "أرض أرض" و"البطل" و"حبيبتي من تكون" و"الأجندة الحمرا" الى بطولة "محامي خلع" العام الماضى أمام هاني رمزي. ترى علا أن فرصتها الحقيقية كانت مع فيلم "سهر الليالي" على رغم انه بطولة جماعية لثمانية ممثلين شباب، لكنه حقق نجاحاً نقدياً وجماهيرياً لافتاً في الموسم السينمائي القاهري الصيفي الذي تحتله افلام الكوميديا منذ سنوات. "الحياة" سألت علا غانم: كيف رشّحتِ لفيلم "سهر الليالي"؟ - رشحني اليه المخرج داود عبدالسيد الذي كان من المفترض ان ينتج الفيلم. وعندما قرأت السيناريو انتابتني فرحة وتعاطفت مع كل شخصيات الفيلم، كان السيناريو مفاجئاً لنا كفنانين، كما كان مفاجأة للجمهور. ولأنه سيناريو جريء أثار لدي مخاوف كثيرة، وفي هذه الحال كان لا بد من ان نتأكد من توافر شروط تنفيذه بصورة جيدة اذ يجب ان يكون الاخراج والانتاج على مستوى الجرأة نفسه وهذا ما توافر له. معظم المشاهد التي أديتها في الفيلم كانت مع شريف منير كيف كان العمل معه؟ - ساعدني كثيراً لأكون أكثر عفوية. فأنا من الممثلين الذين يحبون العمل الجماعي، ولانني مثله أحب معايشة الشخصية، كنا طوال التصوير "سامح وايناس" اختفى اسمانا تقريباً، فقد كنا نتنادى بأسماء الشخصيات. استغرق تصوير الفيلم وقتاً طويلاً جداً، وواجه عراقيل مختلفة، كيف حافظت على "احساس الشخصية" خلال هذه الفترات؟ - مشكلة الفيلم اننا صورناه خلال سنة كاملة على رغم ان قصته تدور في ثلاثة أيام فقط، ومزاج المرء قد يتغير كل يوم، بمعنى انني بدأت تصويره وانا اصغر سنة كاملة من عمري عن يوم نهاية التصوير. شاهدت "ايناس" وعرفتها خلال هذه الفترة، أعتقد انني أمسكت بها نفسياً، على رغم ان مشاعري تجاه الدور كانت تتغير كل يومين. يختلف "سهر الليالي" عن "محامي خلع" كيف تقومين تجربتك في هذا الفيلم؟ - هناك فارق كبير بين الفيلمين، على الاقل فى ظروف العمل. "سهر الليالي" أخذ وقتاً استغله المخرج للتجويد، أما "محامي خلع" فلم يأخذ تصويره وقتاً طويلاً. مع ذلك لو عاد بي الزمن سأختار العمل فيه مرة اخرى... على رغم ما حدث لدوري في المونتاج. فالتجربة مع الكاتب وحيد حامد والمخرج محمد ياسين والممثل هاني رمزي جيدة. المشكلة انني شعرت اثناء التصوير بأنني لست جيدة، واتهمت وقتها بأنني "قلقة"، وقيل ان هذا ايجابي، لكنني لم أشعر بالرضا عندما شاهدت الفيلم، كنت حزينة لأنني لم استغل جيداً فرصة كان يمكن ان تكون نقلة مهمة لي سينمائياً. ولم يستمر حزني كثيراً، فقد استفدت من التجربة انني مسؤولة عما اقدمه للمتفرج ويجب ان احافظ على صورة معينة لي عنده. ماذا عن خطوتك المقبلة؟ - سينمائياً ما زلت أبحث عن الخطوة الجديدة لكنني أصور الآن دوري في مسلسل "تعالي نحلم ببكره" سيناريو محمد رفعت واخراج سامي محمد علي وبطولة ليلى علوى وعزت ابو عوف وفتحي عبدالوهاب وبسمة وميرنا المهندس. ألعب دور سكرتيرة ليلى علوي سيدة الأعمال الناجحة. سيناريو جريء وسكرتيرة طموحة متطلعة لفوق. أعتقد انه سيقدمني بشكل جيد تلفزيونياً، وسيدعم نجاح "سهر الليالي" خصوصاً مع مجموعة عمل متميزة ومخرج قدير.