"صوّت لصوت سوري، صوّت لرويدا عطية"، واحدة من العبارات التي حملتها اللوحات الإعلانية المنتشرة خلال الأسبوع الماضي في المدن السورية الرئيسة، في محاولة لحث السوريين على التصويت لرويدا عطية في الحلقة الأخيرة من "سوبر ستار" امام منافستها الأردنية ديانا كرزون. التصويت لرويدا يأخذ في سورية طابع الواجب الوطني تجاه الشابة السمراء التي حوّلتها حلقات "سوبر ستار" الى رمز وطني. وربما جاء تشجيع السوريين على التصويت تقليداً لما قدمه الأردن لسفيرته في البرنامج ديانا كرزون من دعم، وربما كان مناسبة لكثير من الشركات لترويج اسمها ومنتجاتها. فقد صار اسم رويدا يقترن بالكثير من الحملات الإعلانية لمنتجات استهلاكية. وان كان السوريون يتفقون في غالبيتهم حالياً على ان سفيرتهم الى البرنامج رويدا هي المرشحة الابرز للفوز باللقب بعد خروج ملحم زين الذي اعتبرته رويدا نفسها منذ الحلقات الاولى "المنافس الوحيد الذي تخشاه" الا انهم يستغربون هذه الضجة المفتعلة وتحويل البرنامج الى ساحة معركة. الضجة اللبنانية التي رافقت خروج ملحم من المنافسة والتركيز الاعلامي الاردني على ديانا انعكس "حماسة" عند السوريين وتحول الى ما يشبه "الواجب الوطني" للتصويت لمرشحتهم. وقرر غالبية السوريين ان يضاعفوا في الحلقة الاخيرة حملتهم التصويتية لدعم رويدا في الحلقة الاخيرة من البرنامج، علماً ان الاحصاءات تفيد ان عدد المصوتين في الاسبوع الماضي بلغ نحو 300 ألف صوت عبر شبكتي الهاتف الخلوي في سورية من مختلف الاعمار وان نسبة المصوتين لرويدا بلغت نحو 93 في المئة من هذه الاصوات. على أي حال تجربة اختيار النجوم عبر برنامج "سوبر ستار" تجربة جديدة بالنسبة الى السوريين، فهم في حال التصويت سيكونون اصحاب قرار في اختيار النجمة السورية الموهوبة والمجهولة بالنسبة إليهم لأن القلة القليلة كانت سمعت باسم رويدا او تابعتها في مكان ما قبل البرنامج. نجحت رويدا عطية عبر برنامج "سوبر ستار" في حصد انتشار محلي سريع عبر حملات إعلانية مجانية شاملة، وانتشار عربي مقبول عبر برنامج لبناني "عربي" متميز، إنها فرصة ذهبية يحسدها عليها مئات المطربين والفنانين السوريين، الذين صاروا يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن الطريقة الاحترافية التي تتم بها لعبة صناعة النجوم. بصوتها الجميل وأدائها تراثاً طربياً قديماً وجميلاً مع القليل من الأغاني الخفيفة، وتعاطفها مع اصدقائها وخصوصاً اللبناني ملحم زين بشكل ذكي وناجح إعلامياً، تمكنت رويدا من كسب ود الكثير من السوريين ومن اصواتهم كما اشارت الأرقام الإحصائية لشركات الخلوي ومزود الإنترنت في سورية، فما ستكون نتيجة هذه التجربة الديموقراطية غير المألوفة سابقاً، وهل سيكون السوريون المصوتون لرويدا راضين عن خيارهم ونجمتهم في حال فوزها، وركوبها ربما لموجة الأغنية الشبابية السريعة؟ لا تتوافر لدى مخدم الإنترنت او شركة الخلوي بيانات دقيقة حول الفئات العمرية للمشاركين في التصويت ولكن التفاعل الكبير الذي حظي به البرنامج من فئة الشباب يؤكد ان اصواتهم شكلت الغالبية، ففي الحلقة قبل الأخيرة عرفت مطاعم دمشق التي تتوافر فيها شاشات تلفزيونية حضوراً شبابياً ملحوظاً. ومن جهة أخرى، يتفق السوريون بمختلف اطيافهم على اهمية برنامج "سوبر ستار" ونجاحه في جذب الجمهور اليه الا انهم يختلفون حول آليته وعدالته في المنافسة، وخير تلخيص لهذه الحال ما قالته الصحافية مها ناصيف في ان كلمة ال"سوبر ستار" خدعة كبيرة ومعناها وهمي لأنه ليس هناك مطرب متكامل يستطيع ان يؤدي كل الانواع وان يطرب 200 مليون عربي، لذلك "ظُلم المتسابقون عندما طلب منهم تأدية كل الانواع، واعتبر خروج ملحم زين خسارة وظلماً كبيراً لأنه بالصوت الجبلي الذي يتقنه يحلق عالياً بينما ظلمته اللجنة في الحلقة الماضية بأغنية لأم كلثوم لم يرتق فيها بمستوى صوته بالقوة المطلوبة". الدكتور نبيل اللو مدير المعهد العالي للموسيقى رفض إعطاء رأيه لأنه لم يستمع الى رويدا او غيرها ولم يشاهد البرنامج من اصله واعتبره مجرد "جعجعة" مستغرباً طريقة الدعوات الى التصويت "إذ لم يعد ذلك فناً وإنما شيء آخر لا علاقة له بالفن".