بدأت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أمس بالاستماع إلى مرافعات المحامين والإدعاء العام في ملفات منظري "السلفية الجهادية" الشيوخ زكريا الميلودي ومحمد الفيزازي وعبدالكريم الشاذلي وعمر الحدوش، في ضوء طلب المدعي العام انزال أقصى العقوبات الإعدام بالميلودي باعتباره من أبرز المحرضين على هجمات الدار البيضاء في 16 أيار مايو الماضي. وذكرت مصادر قضائية أن فحوصاً طبية جرت للمتهمين محمد الفيزازي وعبدالكريم الشاذلي بعد تعرضهما لوعكة صحية وضيق التنفس. واستند المدعي العام في طلب الإعدام للميلودي إلى العلاقات المباشرة التي ربطته بالانتحاريين منفذي الهجمات، أمثال محمد العماري وعبدالعزيز الشافعي وعبدالحق حمدي. ورأى أن المتهم "استغل سذاجة أولئك الشبان واستدرجهم ليبث في عقولهم أفكار التطرف، كونه يملك سلطة معنوية عليهم باعتباره أمير الجماعة". كما طالب المدعي العام بانزال أقصى العقوبات الإعدام بمتهمين آخرين، في ملفات ترتبط بهجمات الدار البيضاء ضمن مجموعة عبدالحق حمدي وسعيد الناقوري، والتي سيقدم المحامون مرافعاتهم فيها لاحقاً. وتعاود المحكمة الاثنين درس ملفات أخرى، أبرزها اعطاء الكلمة الأخيرة للمتهمين مباشرة في الهجمات. الى ذلك، ذكرت صحيفة "الاحداث المغربية" ان السلطات اعتقلت رجلا يشتبه في انه حلقة وصل رئيسية بين جماعات دولية متشددة وبين المتهمين بتنفيذ تفجيرات الدار البيضاء. واوضحت الصحيفة المعروفة بصلاتها الجيدة بمصادر الامن والاستخبارات ان الخريج الجامعي سعد الحسيني الذي درس الفيزياء اعتقل في وقت سابق هذا الاسبوع قرب مكناس على بعد 140 كيلومترا شرق الرباط. وذكرت ان هناك اعتقادا بان الحسيني احد مساعدي متشدد اسلامي يعيش في لندن اسس "الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة"، وقالت: "بحسب التحقيقات التي مازالت جارية لحد الان، فانه من المحتمل ان يكون الاصولي المغربي الذي يعيش في بريطانيا بلغ سعد الحسيني في المغرب بنتائج الاجتماع الذي سبق له ان حضره في اسطنبول في كانون الثاني يناير 2003 رفقة عدد من قادة تنظيم القاعدة. وهو الاجتماع الذي تقرر فيه اعطاء الضوء الاخضر لعمليات الجهاد في المغرب".