أقر وسطاء "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد خطة للمحادثات المباشرة بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، وتوقع كبير المفاوضين الجنرال الكيني لازوراس سيمبويو التوصل إلى اتفاق سلام خلال الأسبوعين المقبلين. واعتمد الوسطاء، بعد ثلاثة أيام من المشاورات المنفصلة مع وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية" في منتجع نانيوكي في سفح جبل كينيا 270 كيلومتراً شمال نيروبي، خطة لمحادثاتهم المباشرة، تتضمن اعتماد إعلان "مبادئ ايغاد" الذي أقره زعماء دول المنطقة في العام 1995، و"بروتوكول مشاكوس" الذي وقعه طرفا النزاع في تموز يوليو 2002، إلى جانب "وثيقة ناكورو" التي طرحت في جولة المحادثات السادسة الشهر الماضي ورفضتها الخرطوم. وعرض الفريق الأميركي الذي يقوده مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية وولتر كونستاينر أفكاراً ورؤى توفيقية لازالة العقبات التي حالت دون الدخول في حوار مباشر لمعالجة القضايا الخلافية المتعلقة باقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والعسكرية والمناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وأبيي وجنوب النيل الأزرق. وعقد الفريق لقاءات منفصلة مع الرئيس الكيني مواي كيباكي ووفدي الحكومة و"الحركة الشعبية" المفاوضين. واعتبر كونستاينر ان مبادرة "ايغاد" فرصة ذهبية لتحقيق السلام، وأحرزت تقدماً واسعاً ولم يتبق إلا القليل لتوقيع اتفاق سلام. وأعلن سيمبويو أنه متفائل ازاء إمكان التوصل إلى اتفاق سلام خلال الأسبوعين المقبلين. وقال للصحافيين في اليوم الثالث للمحادثات التي دخلت أمس يومها الرابع، ان الطرفين وافقا على خطة للتفاوض وعلى تشكيل لجان فرعية عدة وعقد جلسات علنية للانتهاء من البحث في كل الأمور العالقة خلال هذه الجولة. وأشار إلى أنه من المحتمل تمديد المحادثات في ضوء المواضيع التي ستطرح خلال الأسبوع الثاني والمرتبطة بالمناطق المهمشة الثلاث. وتحدث سيمبويو عن إمكان زيادة عدد الوفدين المفاوضين، إذ يسمح في الجلسة بمشاركة ثمانية مفاوضين لكل طرف واثنين أو ثلاثة في الجلسة التشاورية، موضحاً أن الوفد الحكومي يتألف من 19 عضواً ووفد "الحركة" من 17 عضواً. وفي تطور ذي صلة، يزور القاهرة اليوم وزير الخارجية الكيني كالينزو مسيوكا، ويتوقع أن يرافقه الجنرال سيمبويو بدعوة من نظيره المصري أحمد ماهر لمناقشة تطور عملية السلام السودانية. وسينقل مسيوكا رسالة من الرئيس كيباكي إلى نظيره المصري حسني مبارك تتعلق بتطورات محادثات السلام في السودان والصومال. إلى ذلك، يواصل زعيم "الحركة الشعبية" الدكتور جون قرنق زيارته إلى القاهرة، حيث عقد لقاء مع رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني ليل الأربعاء - الخميس، وتلقى اقتراحات من قيادة "التجمع" تتعلق بمحادثات السلام وتوحيد الجبهة الداخلية. وطالب الطرفان الحكومة السودانية بالجدية في اطلاق الحريات العامة واطلاق المعتقلين السياسيين. وسيجري قرنق محادثات منفصلة مع الرئيس مبارك والوزير ماهر، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ومسؤولين آخرين لمناقشة تطورات عملية السلام والتعقيدات التي ترافقها.