الديموقراطية حاجة الشعب العراقي. كذلك عودة مئات الآلاف من العلماء العراقيين من منافيهم الى العراق، لكي ننعم بمستقبل زاهر وعصر ذهبي مثل عصر الرشيد. نعم لكل الأحزاب والتنظيمات! ونعم ل154 قومية وديناً تؤلف عروق العراق، وتسيج قوس قزحي منسجم الألوان، وخلاب الجمال والخصب، كأنه عمل فني عظيم. ولكن لا، على الاطلاق، لا للديكتاتورية الإرهابية الفاشية. لسنا في حاجة الى فلسفة بعد هذه المقابر الجماعية، وهاتيك المنافي لإثبات من هم المنحرفون، كانوا البعثيين أم من المستحوذين على مدينة الثورة، والمتبرقعين بهتافات الشعب الآنية، ومدعيها لنفسهم، ومتخذيها حجة للتسلط على الناس، قبل أن ينقضوا على أهداف الشعب، ويحطموها، كما حطم الذين من قبلهم الوحدة والحرية العربية والاسلامية. "والاسم قالوا إيه؟ ضباط أحرار" ثم إذا بهم بعثيون أشرار، لا يجمعنا بهم خندق، حتى لو انقلب السحر على الساحر ضد الاستعمار وقوى الاحتلال. التاريخ يعيد نفسه، على رغم ان الجيوش في العراق تغيرت، إلا أن الاحتلال لا يزال. الفاشية هي أم الإرهاب. وهو مصدر طاقتها ببث الظلام بالوسيلة الرهيبة: يجمعون الفاشست، أي المنحرفين، فيضربون بأسلحتهم أضعف الناس، وتحدث صعقة العتمة، فترتعب النفوس المطمئنة، فيدب الخوف في المجتمع كالدخان الأسود. ذلك الظلام حمل صدام. والآن يحمل الظلام ذاك الآتي من النجف الأشرف. الفاشي الذي قتل العالم عبدالمجيد الخوئي. القاتل وريث صدام في الإجرام. ان المقصود من الجريمة المروعة في أقدس عتبة رسالة CIA فاشية إرهابية لمئات الألوف من العلماء العراقيين في المنفى. والطائرة التي أقلت الخوئي الى النجف الأشرف هي أميركية. ومن صفات CIA قتل المقدسين لدى الشعوب. هي قتلت سلفادور أليندي وعبدالكريم قاسم وغيفارا والخوئي. وهي شجعت إبادة الشعوب بالتعاون مع المجرم صدام. ان المتهم الأول في قتل الخوئي هو الولد المعروف. وهذه الجريمة تليق به. فهو سمى مدينة الثورة باسم مدينة الصدر. وكان هذا يحضر للبعث في الستينات، ولا تزال CIA مدمنة على التعاطي مع الديكتاتوريين الفاشست والإرهابيين. وتعيد CIA تاريخ صدام فتحتضن الذين بثوا الرعب في نفوس الشعب العراقي، الذين قطعوا جسد الخوئي بالطريقة البعثية المعروفة والمسماة آنذاك ب"أبو طبر". المطلوب نور لكشف الحقيقة، وردع الرعب. المعارضة العراقية مطالبة اليوم، قبل الغد، ان تثبت أهليتها بحماية الشعب العراقي من عبث البعث، ومن الذين ورثوا صفات البعث الإرهابية. إن CIA جلبت كُره الشعوب للولايات المتحدة، ومسخت معاني عظماء أميركا. لا لقتل العظماء، ولتربية وتنمية الإرهابيين ثم تسليطهم على رقاب الشعوب. وإذا تهيأ لCIA انها، بهذه الطريقة، تمنع العراقيين المنفيين من عودتهم الى العراق، خصوصاً العلماء منهم، فهي مخطئة. ولم يستعمل المجرم صدام أقذر أسلحته، علي كيماوي، إلا لأنه تقهقهر أمام ضربات الشعب. أقول لمن يدعي ان الثورة هي مدينته، وليست مدينة عبدالكريم قاسم، انني غادرت مدينة الثورة قبل أن يولد الولد المعروف والمتبختر، وانها ليست مدينته. برلين - لطيف الوكيل