كان السيد عبد المجيد الخوئي الزعيم الشيعي العراقي الذي اغتيل الخميس في النجف، يرأس مؤسسة دينية غنية عميقة الجذور في العالم الاسلامي وفي الغرب، لكن اعتداله السياسي كان يثير انتقادات لدى المعارضة الشيعية. وكان الخوئي الذي يناهز الخمسين من العمر يرأس مؤسسة الخوئي التي تقدر ثروتها بملايين الدولارات، والتي تتخذ من لندن مقرا لها. وقد ورث هذا الموقع عن والده ابو القاسم الخوئي الذي توفي في 1992 في اقامته الجبرية في النجف التي تبعد 150 كلم عن جنوببغداد. وابتداء من 1972، بات الخوئي واحدا من ثلاثة من الذين كانوا انذاك على قيد الحياة للطائفة الشيعية في العالم. وكان مرجعا دينيا للشيعة في جميع جوانب حياتهم الخاصة والاجتماعية. وبهذه الصفة، كان الخوئي يتسلم الزكاة من ، ويتولى ادارة مبالغ طائلة اودع معظمها في مؤسستين مصرفيتين في لندن وفيينا، كما يقول احد المقربين من عائلته. ولدى وفاته، استمرت المؤسسة التي كان ابنه امينها العام، في تسلم الزكاة من اتباعه الذين انتشروا في باكستان والمحيط الهندي والامارات والعراق. ولمؤسسة الخوئي ايضا فروع قوية في كندا والولايات المتحدة حيث تتولى ادارة اكبر مسجد شيعي، في نيويورك. وكان الخوئي يرفض تدخل علماء الدين في السياسة وكان على خلاف حاد حول هذه النقطة مع الخميني الذي عاش في النجف منفيا بعض الوقت. لكن هذا الابتعاد عن السياسة لم يجعل الخوئي بمنأى عن سياسة القمع التي طبقها صدام حسين. فقد خطف في مارس 1991 مع عائلته واقتيد الى بغداد وارغم على الظهور على شاشة التلفزيون مع الرئيس العراقي ليعلن صراحة عن دعم الشيعة للحكومة في بغداد في الازمة الناجمة عن اجتياح الكويت. وخلال الانتفاضة الشيعية بعد حرب الخليج في السنة نفسها، عين نجله عبد المجيد على رأس لجنة من العلماء لتولى ادارة مدينة النجف المقدسة. وقد تمكن من الافلات من القمع الدامي الذي قام به الجيش لهذه الحركة والهرب سرا الى ايران ومنها الى لندن حيث كان يعيش منذ ذلك الحين. كذلك كان عبد المجيد الخوئي مسؤولا عن التجمع الشيعي العراقي الذي يوصف بالاعتدال. وبهذه الصفة، شارك في يناير 2002 في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن. لكنه كان يدافع، كما قال احد المقربين من عائلته، عن خط مختلف عن توجهات الحركات الشيعية الاخرى وعن موقف خليفة والده علي حسين السيستاني (73 عاما). وبقي السيستاني في الاقامة الجبرية في النجف حتى وصول قوات التحالف الى المدينة. ومع ذلك، فقد رفض الترحيب بهم واكتفى بدعوة الشيعة الى التزام الحياد. وبايعاز من الحكومة البريطانية، وصل الخوئي الاسبوع الماضي الى العراق، رغبة منه في ترؤس لجنة مماثلة للجنة 1991 في النجف، كما قال هذا المقرب. وفي مقابلة مع صحيفة فيلادلفيا انكوايرر، عزا احجام الشيعة عن الثورة بالخشية من ان يحل بهم ما حل بهم في 1991، اي ان يتخلى عنهم الامريكيون. وفي تصريح لوكالة فرانس برس،قال محسن الحكيم في طهران، تعليقا على اغتياله نحتاج الى الهدوء والسلام والاستقرار، والذين اقترفوا هذا العمل يعارضون هذه الاهداف. ومحسن الحكيم هو احد مسؤولي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ابرز مجموعات المعارضة الشيعية العراقية في ايران. ويدعو المجلس الاعلى الى انخراط علماء الدين في السياسة خلافا لما يدعو اليه المعتدلون وفي مقدمهم الخوئي.