تشير آخر مواجهة بين قوات الامن السعودية والمتطرفين الاسلاميين التي جرت أول من أمس في جنوبالرياض الى ان السلطات السعودية تشدد من ملاحقتها للمجموعات المتطرفة التي ان لم ترتبط بتنظيم "القاعدة" فهي تحمل افكاره. وكان الاشتباك الذي حصل يوم أول من امس بين مجموعة من المتطرفين الملاحقين وقوات الأمن السعودية في حي شبرا بمنطقة السويدي جنوب غربي الرياض قد أدى الى مقتل ثلاثة من رجال الأمن وجرح اثنين. واعلن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريح للحياة انه تم اعتقال سبعة من المسلحين، احدهم اصابته بليغة، وان أحد المسلحين قتل اثناء المواجهات مع رجال الأمن، فيما فر عشرة مطلوبين. ويجري البحث عنهم، وشدد على ان الفارين "سيقعون في قبضة السلطات السعودية عاجلاً وليس آجلاً". وكشف انه تم توقيف عدد من الاشخاص الذين كانوا في موقع الاشتباكات من المشتبه بهم، وأن هؤلاء يخضعون للاستجواب "لأن هناك دلائل قوية ضدهم. ولكن من تثبت براءته منهم سيطلق سراحه". ووقع الاشتباك الثلثاء حين كانت دوريات امنية سعودية تراقب عند الساعة الثالثة بعد الظهر استراحة في المنطقة - قرب مجمع القلعة - في شارع عائشة بنت ابي بكر، التي وردت معلومات عن وجود مطلوبين فيها. وعندما شعر المطلوبون بوجود الدوريات بادروا باطلاق الرصاص عليها والفرار تجاه مجموعة فيلات سكنية مقابلة، مما أدى الى مقتل ثلاثة من رجال الامن واصابة عدد من المدنيين الذين كانوا موجودين في المنطقة. واقتحم المسلحون في البداية - بعدما هرب عدد منهم - ثلاث فلل ولكن مع محاصرة قوات الأمن الخاصة لها وتبادل اطلاق النار معهم هربوا الى احدى الفيلات قيد الانشاء وتحصنوا بها في الوقت الذي كانت فيه طائرة بحث واستكشاف مروحية تابعة للدفاع المدني تحوم فوق المنطقة لرصد الهاربين. وفي المساء، بعدما تم اخلاء سكان المنطقة اقتحمت قوات الامن الخاصة الفيلا التي يتحصن بها المسلحون واعتقلت سبعة وقتلت واحداً منهم. واشار وزير الداخلية في حديثه الى "الحياة" الى ان المسلحين "سعوديون" وانهم "يحملون افكار تنظيم "القاعدة" وصفاته، ولديهم توجهات هذا التنظيم نفسها". وأعرب عن اعتقاده بأن بعض الفارين العشرة من المسلحين اصيب بأعيرة نارية. وذكر انه ضبط مع المسلحين أسلحة آلية ومواد متفجرة وقنابل يدوية محلية الصنع، مشيراً الى ان عملية المداهمة والمتابعة التي جرت اول من امس في منطقة السويدي جاءت امتداداً للاشتباك الذي حدث مساء الاحد الماضي في حي الأمانة. وعلمت "الحياة" ان هؤلاء هم الذين ادلوا بمعلومات عن زملائهم الذين لاحقتهم السلطات السعودية في منطقة السويدي اول من امس. واكد وزير الداخلية ان الارهابيين سيقعون في قبضة السلطات الأمنية، وان "المملكة ستواصل جهودها بقوة وحزم لضبط كل عناصر الخلايا الارهابية وكل من يساهم في تمويلها وتكوينها او يتستر عليها. وان سياسة المطاردة والملاحقة للمطلوبين والمشتبه بهم ستستمر حتى يتم القضاء على هذه البذرة الفاسدة". وعبر عن ثقته بقدرة رجال الامن السعوديين على ذلك، واشاد "ببسالتهم ووقفتهم الصامدة في وجه اهل الافكار الشاذة والمتطرفة لحماية ابناء شعبهم ووطنهم". وشيعت يوم امس في الرياض جثث رجال الامن الثلاثة الذين قتلوا خلال اشتباكات منطقة السويدي، وشارك في التشييع الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب رئيس أمير منطقة الرياض والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية.