تمكنت قوات الامن السعودية أمس من احد الملاحقين الذين وردت اسماؤهم في قائمة المطلوبين ال26 لعلاقتهم بالإرهاب فتابعته وأردته قتيلاً، بعدما بادر باطلاق الرصاص محاولاً الهرب عندما حاصرته هذه القوات في احدى محطات الوقود في منطقة السويدي جنوب غربي الرياض. وكان رجال المباحث رصدوا الساعة السادسة صباح امس المطلوب ابراهيم محمد عبدالله الريس، "في ضوء" معلومات من أحد المواطنين، وباشروا مراقبة الفيلا التي يقطنها في شارع المستنيرإ في حي النمار في منطقة السويدي، وحين خرج صباحاً وتوجه لإصلاح اطار سيارته من نوع "هيونداي" ذهبية اللون في ورشة اصلاح اطارات في احدى محطات الوقود على الشارع الرئيسي قرب الفيلا، لاحقته سيارات قوى الامن من بعد، وعندما اقتربت من سيارته بعد حصار المنطقة بادر بإطلاق النار عليها من مسدس كان يحمله فقابله احد رجال قوات الامن الخاصة برصاصة اردته قتيلاً الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي. وقال العامل الهندي في محل اصلاح الإطارات واسمه "راجو" ل"الحياة" ان شاباً ملتحياً، في مقتبل العمر يرتدي الزي السعودي دخل عليه، وطلب منه فحص اطارات سيارته وخرج معه وعندما شاهد سيارات الشرطة اخرج مسدساً واخذ يطلق الرصاص عليهم، ولكنهم ردوا عليه برصاصة واحدة وقع بعدها على الارض وفارق الحياة. وجاءت دوريات قوات الامن وأخذت الجثة وسحبت السيارة. مداهمة بعد ذلك دخلت عناصر اخرى من قوات الامن الفيلا التي خرج منها ابراهيم الريس وفتشوها وعثروا، كما قال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، على 3 قنابل يدوية ورشاش وثلاث مسدسات وكمية من الذخيرة الحية". وقال القاطنون قرب الفيلا التي كان يختبئ فيها المطارد أمنياً انهم شاهدوا قوات الامن تلقي القبض على شابين من داخل الفيلا، وقال جار ثان "انه شاهد شخصاً واحداً فقط. يذكر ان تصريح المصدر في وزارة الداخلية لم يشر الى القبض على احد خلال العملية، وان كان معروفاً ان السلطات السعودية لا تعلن اعتقال أي شخص الا بعد إجراء تحقيقاتها الامنية معه. ولم يشعر سكان حي "النمار" الذي جرت فيه عملية الملاحقة والرصد بالحادث، سوى من كان موجوداً منهم بالصدفة عند محطة الوقود، خصوصا ان العملية بدأت قبل بداية دوام الطلبة والموظفين، وان قوات الامن اسرعت في التعامل مع الملاحق امنياً ومنعته من اثارة الرعب في المنطقة ومن استخدام قنبلة يدوية معه - وبدا ان اسلوب استخدام القنابل اليدوية لتفجير انفسهم هو الاسلوب الذي يستخدمه الارهابيون حين شعورهم بأن لا مجال للفرار وان الحصار أطبق عليهم. وحصل هذا في مكةالمكرمة حين طاردت قوات الامن مجموعة حي الشرائع الارهابية فقام اثنان من المطلوبين هما متعب المحياني وسامي اللهيبي بتفجير نفسيهما بقنابل يدوية في رمضان الماضي. كذلك فجّر ملاحق آخر في الرياض هو مساعد السبيعي نفسه بقنبلة يدوية عندما طاردته قوات الامن اول ايام عيد الفطر حين احبطت عملية تفجير كبيرة كان يعد لها. ويلاحظ في عملية امس ان الملاحقة تمت "في ضوء معلومات" قدّمها أحد المواطنين عن المطلوب ابراهيم الريس. واشاد بيان وزارة الداخلية ب"تعاون المواطنين" مع السلطات الامنية في ملاحقة المطلوبين. مكافأة يذكر ان وزارة الداخلية اعلنت السبت مكافأة تتراوح بين مليون وسبعة ملايين ريال لمن يقدم معلومات للسلطات الامنية تساعد على القبض على العناصر الارهابية او في افشال اي عملية ارهابية. من جهة ثانية، اصدرت المحكمة المستعجلة في الرياض على 33 شخصاً بينهم ثلاث نساء من حوالي 80 تظاهروا في العاصمة السعودية في تشرين الاول اكتوبر الماضي بالسجن 55 يوماً، هي المدة التي أمضوها عملياً قيد التوقيف. وقالت مصادر المحكمة ان القاضي اكتفى بحبس هؤلاء هذه المدة "بعد ان ثبت انهم وقعوا ضحية جهات مشبوهة ضللتهم".