تشتد الملاحقات الأمنية السعودية هذه الايام ضد العناصر المتطرفة والمسلحة في سعي حثيث من السلطات لإنهاء وجود الارهابيين الذين أخذوا يهددون الأمن والاستقرار منذ تفجيرات الرياض في 12 أيار مايو الماضي. وأسفرت ملاحقات ومداهمات قامت بها القوات الامنية السعودية خلال اليومين الماضيين عن مقتل ثلاثة من "الارهابيين المطلوبين"، واحد في الرياض قتل برصاص الشرطة، واثنان في مكةالمكرمة فجّرا نفسيهما بقنابل يدوية، بعدما حاصرتهما قوات الامن. كما أسفرت الملاحقات عن اعتقال العديد من عناصر الخلايا الارهابية، وأعلن رسمياً عن القبض على اربعة سعوديين وخامس نيجيري الجنسية في مكةالمكرمة. وهناك اربعة او خمسة آخرون قبض عليهم يوم أمس بعد مطاردة واسعة استغرقت نحو خمس ساعات في منطقة السويدي جنوبي غرب الرياض. وكانت هذا المطاردة بدأت فجراً حين لاحقت قوات الامن مجموعة من المشتبه فيهم الذين هربوا ولجأوا الى فيلا سكنية مهجورة في حي الزهرة في منطقة السويدي. وحين توجهت اليهم قوات الامن لمحاصرتهم - وفق شهود من سكان المنطقة - سارعوا بإطلاق النار والقنابل اليدوية، ما أدى الى اصابة ثمانية من رجال الامن اصابات طفيفة. وتمكن رجال الامن من قتل احد المطاردين، فيما تمكن الآخرون، الذين لم يعرف عددهم، من الهرب الى وادي حنيفة المجاور، وبعد اربع ساعات من المطاردة التي شاركت فيها الطائرات المروحية تم القبض على جميع الملاحقين وعددهم أربعة او خمسة اشخاص. وكانت دوريات الامن والعربات المصفحة طوقت المنطقة وحاصرتها ومنعت الدخول اليها في حين تجمع المئات من السعوديين لمشاهدة ما يحدث، وقبل ظهر امس تم فك الطوق الامني. وكان مصدر امني مسؤول صرح بأن "إرهابياً قتل وان ثمانية من رجال الأمن اصيبوا اصابات طفيفة اثناء قيام قوات الامن بالتأكد من أحد المواقع المشتبه فيها للارهابيين في حي السويدي". واضاف المصدر ان "بعض العناصر الارهابية غادروا الموقع وهم يطلقون النار مستخدمين الاسلحة الرشاشة والقنابل". وفي مكةالمكرمة واصلت قوات الامن امس مطاردتها لعناصر خلية ارهابية تمكنوا من الفرار يوم الاثنين الماضي، وحين حاصرت هذه القوات اثنين منهم في أحد الجبال الوعرة في حي "شرائع النخل" الذي يبعد نحو 12 كيلومتراً عن منطقة المشاعر المقدسة، أقدم هذان الإرهابيان على تفجير نفسيهما بالقنابل اليدوية بدل الاستسلام لقوات الامن. وعلمت "الحياة" ان اللذين فجّرا نفسيهما هما متعب المحياني وسامي اللهيبي سعوديا الجنسية، ولم يصب اثناء العملية أحد من رجال الأمن أو المواطنين. وأعربت مصادر معنية عن اعتقادها بأن يكون سامي اللهيبي هو "المجهول" الذي فتح النار على الاميركي جورج بيبولز الذي كان يعمل في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في مدينة الجبيل شرق السعودية في ايار الماضي، واصابه بجروح ثم لاذ بالفرار. في غضون ذلك، كثّفت قوات الأمن انتشار رجالها لمواصلة عمليات البحث والتحري في حي الشرائع وجبل المعيصم والأحياء المجاورة في مكةالمكرمة بغية العثور على فارين يعتقد انهم هربوا إلى هذه المناطق، خصوصاً ان افراد هذه الخلية كانوا يعدون لعمليات تفجير واسعة في مكةالمكرمة، مستهدفين المعتمرين والزوار. وأكد مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء محمد سعيد الحارثي، ان الأوضاع الأمنية في مكةالمكرمة "مطمئنة ومستقرة وتسير وفق الخطة الأمنية المعدة مسبقاً". وشدد على ان الوضع الامني تحت السيطرة، وان عناصر الخلايا الارهابية لن يفلتوا من القبضة الأمنية، مشيراً إلى ان استعدادات قوات الأمن متكاملة ومتناسبة مع الازدياد المتوقع في حجم المعتمرين والزوار خلال الايام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان رسمي ليل أول من أمس انه تم القبض على خمسة من الارهابيين منهم اربعة سعوديو الجنسية والخامس نيجيري في اطار ما عرف ب"مجموعة الشرائع". وأفاد البيان ان كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والمساحيق والحاويات الحديد، واسطوانات الغاز الهيدروجينية والقنابل اليدوية شديدة الانفجار، اضافة إلى بعض الملابس العسكرية والملابس النسائية لغرض التمويه ومبالغ مالية واجهزة حاسب آلي واشرطة كومبيوترية بحوزتهم لتنفيذ عمليات تفجيرية وشيكة في البلاد.