سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحذر ما يزال يخيم على المفاوضين في كينيا في ظل زيادة ضغوط الوسطاء . محادثات السلام السودانية : اتفاق على 3 لجان لمناقشة اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية
انحسرت أمس حال التوتر الشديد التي سيطرت على افتتاح الجولة السابعة من مفاوضات السلام السودانية، بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في كينيا، وإن كانت أجواء الحذر لا تزال مخيمة على الوفدين المفاوضين وعلى وسطاء "الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف في شرق افريقيا" ايغاد. وعقد كبير مفاوضي "ايغاد" الجنرال الكيني لازوراس سيمبويو مشاورات منفصلة مع وفدي الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية" في منتجع نانيوكي، في سفح جبل كينيا، قبل أن يطرح عليهما أمس جدول المحادثات. واتفق على تشكيل ثلاث لجان لمناقشة القضايا الخلافية المتعلقة باقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية. وعلم أن الوسطاء اتفقوا مع طرفي التفاوض على نهج جديد للمحادثات اقترحه المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان جون دانفورث في وقت سابق، يقضي بمناقشة القضايا بشكل منفصل بدل النهج السابق بطرحها بصورة كلية. كما سيجري اليوم مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الافريقية والتر كنستانير مشاورات مع الوفدين. وقال سيمبويو إنه يحمل تفويضاً من قادة دول "ايغاد" كي يسعى حثيثاً من أجل احداث انفراج في المحادثات، على رغم أن طرفي النزاع لم يقدما أي تنازلات حتى الآن. وذكر في اتصال هاتفي مع وكالة "رويترز": "يمارس رؤساء الدول في المنطقة ضغوطاً على الجانبين ومنحوني تفويضاً لممارسة ضغوط على الطرفين للموافقة". وتوقع الوسيط الكيني أن تحقق المحادثات تقدماً، لكنه استبعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي خلال جولة المحادثات الحالية التي تستمر حتى 24 الشهر الجاري، معرباً عن الأمل "بأن نشهد بحلول نهاية الأسبوع خيطاً يربط بين الطرفين". وقال الناطق باسم الوفد الحكومي سيد الخطيب إن وفده جاء إلى كينيا لمناقشة كل القضايا العالقة على طاولة المفاوضات، وانه غير معني بأي اشتراطات سواء من جانبه أو من جانب الحركة، وأبدى موافقة وفده على الأجندة التي تطرحها أمانة "ايغاد" للبحث في القضايا المتبقية. وأفادت التقارير التي وردت من نانيوكي ان حال التوتر التي خيمت على بداية المحادثات انحسرت، وصار الجو يشوبه الحذر، في وقت أبدت فيه الولاياتالمتحدة اهتماماً متعاظماً بالمحادثات وبعثت وفداً كبيراً إلى كينيا لتسريع عملية السلام. وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون حقوق الإنسان والديموقراطية ميشيل تاوتويك، الذي يزور الخرطوم، ان واشنطن ستطرح رؤى وأفكاراً جديدة لدفع محادثات السلام. وأوضح الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان أن "أجواء المفاومات ما زالت سلبية، وأن الأزمة متفجرة". وأكد "أن تجاوز الأزمة يعتمد على استعداد الوفد الحكومي للسلام والتوصل إلى اتفاق شامل وعادل". وأشار إلى أن "الوسطاء عقدوا ليل أول من أمس مشاورات منفصلة مع الوفد الحكومي ووفد الحركة التي تطالب باعتماد آلية شاملة لمناقشة قضايا قسمة السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والمناطق الثلاث على أساس وثيقة ناكورو التي رفضتها الخرطوم.