نفى المتهمون الخمسة باغتيال الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمان تورطهم في القضية، وأكدوا أنهم "غير مذنبين" في الجلسة الأولى لمحاكمتهم أمام محكمة أمن الدولة التي رأسها القاضي العسكري فواز البقور، وشهدت اعتراضات من وكلاء الدفاع، تركزت على "بطلان اجراءات التحقيق مع موكليهم". والموقوفون الخمسة في القضية هم الليبي سالم سعد بن صويد، والأردني ياسر فتحي ابراهيم فريحات، ومحمد أمين أحمد سعيد من مواليد ليبيا، ونعمان صالح الهرشي من مواليد الكويت ومحمد دعمس الذي اعتقل في 21 أيار مايو الماضي. ووجه المدعي العام العسكري العقيد محمود عبيدات لهؤلاء تهمتي "التآمر بقصد القيام بأعمال ارهابية أفضت الى موت انسان وحيازة أسلحة أوتوماتيكية من دون ترخيص بهدف استعمالها على نحو غير مشروع اللتين تصل عقوبتهما الى الاعدام في حال الادانة. وقال انهم "تلقوا أوامر باغتيال فولي من المسؤول البارز في تنظيم القاعدة أحمد فضيل الخلايلة المعروف بأبو مصعب الزرقاوي الذي يحاكم غيابياً مع خمسة متهمين فارين في اطار هذه القضية. وذكرت لائحة الاتهام التي تلاها عبيدات أن "الزرقاوي دخل الأردن تهريبا من العراق في 9 أيلول سبتمبر الماضي، وأقام في عمان اسبوعاً، جنّد أثناءه أشخاصاً لتنفيذ عمليات ضد أهداف أميركية واسرائيلية، ومسؤولين في الأمن العام والاستخبارات الأردنية، وقدم دعما ماليا قدره 35 ألف دولار" لمنفذي عملية اغتيال فولي، وزودهما "أسلحة رشاشة ومسدسات كاتمة للصوت وأنابيب غاز مسيل للدموع، واشترى لهما سيارة لاستخدامها في العملية". الى ذلك، اعتبر نقيب المحامين الأردنيين حسين مجلي الذي ترافع عن بن صويد وفريحات أن "القضية برمتها فاقدة للمشروعية، بسبب بطلان اجراءات التحقيق التي لم تكن علنية، ولم يحضرها محام عنهما، ولم تضع موكليه بالتهم الموجهة لهما" وعليه فان "الاعتراف المنسوب لهما بتنفيذ العملية باطل حكماً"، فيما قال المحامي محمد مهيار وهو وكيل الدفاع عن سعيد والهرشي أن "موكليه تعرّضا لتعذيب نفسي وجسدي أدى لانتزاع الاعتراف منهما انتزاعا" بينما أكد المدعي العام أن "اجراءات التحقيق جاءت وفقا لأحكام القانون" ونفى بشدة "أن يكون أي من المتهمين قد تعرض للاكراه أو التعذيب بكل أنواعه". واعتقلت السلطات الأردنية بن صويد وفريحات في كانون الأول ديسمبر الماضي، بعد جهود تعقب وتحقيق مشتركة بين الاستخبارات الأردنية ومكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي "اف بي آي" وأكد وزير الاعلام الأردني محمد العدوان حينها أن الرجلين اعترفا بانتمائهما الى "القاعدة" وارتباطهما التنظيمي بالزرقاوي. وأوردت لائحة الاتهام أن "بن صويد تسلل صباح 28/10 الماضي الى حديقة منزل فولي، وكان بحوزته مسدس من عيار 7 ملم مزوّد بكاتم للصوت، وارتدى سترة واقية للرصاص، وأخفى معالم وجهه بكوفية، قبل أن يكمن وراء سيارة الديبلوماسي الأميركي، ويطلق عليه عند وصوله كامل ذخيرة المسدس، ثم عاد الى سيارة كانت تنتظره ويقودها فريحات، ولاذ المتهمان بالفرار". وتستمع المحكمة في 14 الجاري الى شهود النيابة العامة.