أعربت مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى عن ارتياحها لما وصفته المردود الايجابي لسياستها على الحلبة الدولية في اعقاب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، واشارت تحديداً الى سعي الاتحاد الاوروبي الى تحسين علاقاته مع الدولة العبرية والى احتمال قرار اردني وشيك بإعادة السفير الاردني الى تل ابيب. ونقل المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" الوف بن عن رسالة تلقاها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون اخيراً من مفوض سياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا يقترح فيها "ادارة العلاقات مع اسرائيل باسلوب جديد" والشروع في حوار اسرائيل اوروبي في شأن قضايا استراتيجية تهمّ الطرفين. واضاف ان سولانا أرفق رسالته بنسخة عن وثيقة قدمها لزعماء الاتحاد تتضمنه خطة تفصيلية عن سبل معالجة انتشار اسلحة الدمار الشامل. ورأت المحافل السياسية في زيارة شارون الوشيكة لكل من بريطانيا والنروج "بداية إذابة الجليد" في العلاقات و"دليلاً على انفتاح العواصم الاوروبية وقبولها بشارون" بعد فترة طويلة من الانتقادات الاوروبية الشديدة لسياسته. واستدركت المحافل لتحذّر من تفاؤل مفرط "فإلى الآن لم تعلن اوروبا انتهاج سياسة مغايرة لكن ثمة تصريحات وتطورات تلمح الى حدوث تغيير ينبغي متابعته". وأوردت على سبيل المثال الطلب الاوروبي الاخير من ايران بضرورة التعاون مع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية وقرار اوروبا بالعمل من أجل وقف تدفق الاموال من اراضيها الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وتعزو اسرائيل "هذا التغيير" الى "الضربة المؤلمة" التي وجهها الرئيس جورج بوش الى اوروبا باستثنائها عن "قمة العقبة" الشهر الماضي، ما يعني افتقادها الى أي دور في عملية السلام في الشرق الاوسط. وترى اسرائيل ان اوروبا التي ايقنت فداحة خسارتها حيال "اتهامها اسرائيل بالمسؤولية عن كل شيء في الشرق الاوسط"، سارعت الى اتخاذ خطوات لتغيير سياستها، فوافقت على ضم اسرائيل الى وكالة الفضاء الاوروبية "من دون اشتراط سياسي"، ووقّعت بالأحرف الاولى على معاهدة اقتصادية تقضي بتوسيع رقعة الصادرات الاسرائيلية الزراعية الى دول الاتحاد "لقناعتها ايضاً بأن اسرائيل تشكل اكبر سوق للبضائع الاوروبية في الشرق الاوسط وتصدّر اليها ضعفي ما تستورده منها". وختم التقرير بالاشارة الى ان نقطة الخلاف الوحيدة في اوروبا واسرائيل تتعلق بتعاطي دول الاتحاد مع الرئيس ياسر عرفات واصرار زعمائها على لقائه في مقره في رام الله، فيما تصرّ تل ابيب على مقاطعة كل زعيم يلتقي الرئيس الفلسطيني. من جهتها، اوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الاردن قد يعلن قريباً اعادة سفيره الى تل ابيب. ونقلت عن اوساط سياسية مسؤولة ان الولاياتالمتحدة واسرائيل تمارس ضغوطاً على عمّان والقاهرة لاعادة سفيريهما اللذين استدعتاهما مع اندلاع الانتفاضة. وتابعت ان "خريطة الطريق" نصّت على قيام دول عربية معتدلة بخطوات في اتجاه تطبيع العلاقات مع اسرائيل. واضافت ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً ايضاً على كل من المغرب وتونس وسلطنة عمان في محاولة لإقناعها بإعادة فتح الممثليات الاسرائيلية على اراضيها والتي أُغلقت هي ايضاً مع اندلاع الانتفاضة. وقدّرت الاوساط ذاتها ان يكون الاردن اول من يعيد علاقاته الطبيعية مع اسرائيل، ويعيد سفيره قبل ان تُقدم مصر على خطوة مماثلة "لأن الاردن يبدو اكثر نضوجاً لاتخاذ خطوة كهذه".