قال معتقلون سابقون ان كبار شخصيات النظام العراقي السابق موقوفون في ظروف صعبة جدا في معسكر "كروبر" المكون من خيم محاطة باسلاك شائكة حيث لا يحصلون الا على وجبة طعام باردة واحدة يوميا. واكد هؤلاء المعتقلون السابقون لوكالة "فرانس برس" انهم شاهدوا في المعتقل المقام في مطار بغداد الدولي رئيس البرلمان العراقي السابق سعدون حمادي، واحمد نجل عزة ابراهيم الرجل الثاني في نظام صدام، وجمال سلطان الناصري صهر صدام، اضافة الى ضباط ومسؤولين عن اجهزة الامن سابقا. وقال رافد عادل مهدي 32 سنة الذي امضى 20 يوما في المعتقل بتهمة النهب: "توجد ثمانية خيام محاطة بالاسلاك الشائكة ولم يكن يسمح لنا بالخروج من المنطقة المسورة". واضاف: "في كل خيمة يعتقل مئة سجين. كنا نشاهد مسؤولي النظام السابق في خيم اخرى". وينام المعتقلون مفترشين الارض على فرش وضيعة او اكياس من الخيش من دون وسادة. ولا يسمح للمحامين او الاسر بزيارتهم. ولا يسمح بذلك الا لممثلي الصليب الاحمر الدولي. وتابع رافد: "عند الثامنة صباحا كانوا يوزعون علينا وجبة الطعام اليومية وهي عبارة عن كيس يحوي وجبة باردة مكونة من البسكويت والمربى والارز او الفاصولياء. لم يكن ذلك كافيا". واضاف: "كانوا يمنحوننا ثلاثة لترات من الماء يوميا ولكن لم يكن ذلك كافيا لان الحرارة كانت شديدة". وكان المعتقلون يتبولون ويتغوطون امام الجميع في حفر اقيمت بين الخيام. وقال رافد الذي يعمل مع والده في مصنع للالمنيوم قرب بغداد ان "روائح نتنة كانت تنبعث" في المكان. وكان بعض المعتقلين يجمعون اكياس الوجبات الفارغة لاستخدامها كوسادة غير ان حراس المعتقل كانوا يصادرونها، كما يقول. واضاف ان بعض المساجين يحتجون بين الفينة والاخرى هاتفين: "فريدم فريدم حرية حرية". وقال: "لتهدئتنا يسجل الاميركيون اسماء على لائحة ويعدون باطلاق سراحهم غير انهم لا يقومون بذلك". وقال قيس السلمان 54 سنة، وهو معتقل سابق ايضا، ان السجين الذي يرتكب ابسط حماقة يعاقب بالبقاء لساعات واقفا مرغماً على المباعدة ما بين ساقيه ويديه تحت لفح الشمس. واضاف السلمان الذي امضى 33 يوما في المعتقل بعد ايقافه من دون توضيح السبب في 6 ايار مايو في وسط بغداد ان "غير المنضبطين كان يتم تقييد ايديهم الى ظهورهم ويطرحون ارضا ووجوهم الى الاسفل خارج الخيمة لساعتين". وتابع: "ما كانوا يضربوننا وانما يعاملوننا كما تعامل الحيوانات". ويتم اقتياد بعض المعتقلين خارج الخيمة لاستجوابهم من جانب الاستخبارات العسكرية الاميركية. ويقول انه في البداية لم يكن يسمح باستخدام لترات الماء الثلاثة للاغتسال او غسل الثياب. ويضيف: "سمح الاميركيون بذلك بعد انتشار مرض جلدي بين المعتقلين". واكد سهيل محمد وهو معتقل سابق اخر ان كبار شخصيات النظام السابق الذين شاهدهم في خيام محاذية لخيمته لم يكونوا يحظون باي معاملة خاصة. وقال سهيل الذي اوقف لحيازته سلاحا: "شاهدت سعدون حمادي وعددا كبيرا من الضباط المتحدرين من تكريت" معقل الرئيس العراقي المخلوع. واضاف ان السجائر ممنوعة غير ان الحراس يمنحون سيجارة واحدة للمعتقل الذي يقبل تنظيف الخيمة. وتابع: "احد المعتقلين واسمه قتيبة السامرائي بادل ساعته مع احد الحراس بثلاث سجائر". وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان جميع شخصيات النظام السابق تقريبا معتقلون في "كروبر".