على أنغام موسيقى محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي وسواهما من كبار الموسيقيين العرب، تمارس نورا وسيدات سعوديات الرياضة في احد النوادي الرياضية. حصص تقارب «الرقص الشرقي» تقدم بصفة مستمرة للمشتركات للترفيه وكسر الروتين، وممارسة الرياضة بطريقة ممتعة، بحسب سماهر عسيري، التي تؤكد أنها حريصة جداً على هذه الحصص تحديداً منذ أن اشتركت في النادي، ولا تفوت أياً منها مهما كان. تقول: «أحب الرقص منذ الصغر، فالموسيقى الشرقية تجذبني بشكل كبير، لذا أحرص على دخول الحصص المخصصة لتعليم هذا الفن رغبة مني في اتقانه، فأجمل ما في هذه الحصص هو أنني أحس بأن جسمي يتمرن أيضاً، إذ إن عضلات جسدي بكاملها تتحرك». كذلك الأمر بالنسبة إلى سمر الجهني التي قاربت على إنهاء عامها الثلاثين، والتي تحرص على الالتحاق بحصص الرقص منذ فترة طويلة: «ما أن بدأت حصص الرقص حتى انخرطت فيها، وقد أحببتها فعلاً، لأنني حين أرقص أقوم بتمرين جسدي من دون ملل، لا أشعر بالتعب ولا أمل من نوع رياضة معينة تتكرر في شكل مستمر كما أن هناك الكثير من العضلات والمفاصل التي أحركها في شكل أفضل وأكثر من بقية حصص الرياضة». وترى علوية، إحدى الموظفات في النادي، أن الإقبال على حصص الرقص كبير، ومن مختلف الأعمار، لأن الرقص يعد هواية جميلة، والفتيات يتمنين اتقانها، كما أن الانسجام مع الموسيقى برقص يتناسب معها يضيف إحساساً جميلا للفتاة أو السيدة التي تمارس الرقص». وتؤكد مدربة الرقص الشرقي دلال الإقبال الكبير على حصص الرقص الشرقي، لافتة إلى أن المشتركات في الحصص لسن من الفتيات فقط، فالسيدات الكبار في السن أيضاً يمارسنه. وتضيف: «أرى أن تعلم هذا الفن بالنسبة إلينا في السعودية يعد طريقة لاحساس المرأة بجسدها، فهو نوع من الرياضة، إضافة إلى أن كل شخص له ذكرى جميلة مع الموسيقى التي يستمع اليها وليس فقط كرياضة ولكن تنعكس في شكل إيجابي على المشتركات، فهن يشعرن براحة نفسية وهن يرقصن على النغمات التي يحببنها»، مشيرة إلى أن كثيرات ينجذبن لحصص الرقص الشرقي بعدما وجدن أن أمهاتهن يمارسن هذا النوع من الرياضة المسلية. وتجزم دلال بأنها لا تستطيع تحديد سبب محدد يجمع كل من في حصتها لتعلم الرقص، إلا أنها تعلم أن بعضهن يقمن بالرقص، لأنهن علمن أنه يحرق كمية اكبر من الدهون، في حين تريد أخريات تعلم الرقص بحد ذاته. ولا تكتفي المدربة دلال بتعليم الرقص فقط، فهي تشرح للمتدربات الفائدة من تمارينهن، وتعلمهن تحريك مفاصلهن بطريقة صحيحة: «الكثير من الناس يمارسون الرياضة لخفض أوزانهم، وما أن يصلوا إلى الوزن المطلوب يتوقفون عن ممارسة الرياضة، لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى الرقص، فالنساء اللواتي يكرهن الرياضة بإمكانهن ممارسة الرقص باستمرار، للافادة البدنية والنفسية وهن مستمتعات. في حين أن ممارسة الأنواع الأخرى من الرياضات ربما تتسبب بعد فترة في نقص التركيز والشعور بالألم، إضافة إلى الملل». ويعادل الرقص الشرقي بحسب المدربة دلال، رياضة «الإروبيك»، فهو مفيد للمفاصل، لا سيما مفاصل الحوض والبطن، ويقوي عضلة الرحم في بعض الحركات المعينة، خصوصاً للواتي لا يتحركن كثيراً ويشعرن بألم كبير في الدورة الشهرية، وهذه التمارين تساعد على تخفيف هذه الآلام وآلام فقرات الظهر.