تتقدم عملية اعادة اعمار العراق بوتيرة بطيئة لفقدان الامن فيما تتأخر عودة بغداد بقوة الى السوق النفطية. وبعدما اعترف بارتفاع عدد الهجمات على القوات الاميركية واعمال التخريب التي تستهدف البنى التحتية في البلاد، اوضح الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر ان عملية اعادة اعمار العراق تتواصل "كما هو مقرر". وقال: "بالطبع وقعت سلسلة هجمات على قوات التحالف ومدنيين عراقيين وضد البنى التحتية". واضاف: "اننا في صدد اقامة ادارة عراقية انتقالية في منتصف الشهر الجاري". وأنفقت سلطات التحالف نحو بليون دولار في الاسابيع الستة الاخيرة على مشاريع مختلفة في العراق، كما قال بريمر، في حين لا يخفي العراقيون غضبهم من بطء اعادة تشغيل الخدمات العامة الاساسية مثل تأمين المياه والكهرباء. وقال مسؤول في التحالف ان العراق لا ينتج حالياً سوى نصف حاجاته من الطاقة الكهربائية وان اعادة تشغيل الخدمات العامة تتطلب ثلاث سنوات. واكدت الولاياتالمتحدة انها تعمل مع العراقيين من اجل اقرار عملة جديدة واعادة فتح مطار بغداد امام الرحلات التجارية، وذلك اثناء مؤتمر حول اعادة اعمار العراق عقد في واشنطن. إلا ان اوساط الاعمال الاميركية اكدت خلال المؤتمر ضرورة ضمان الأمن واعادة تشغيل مؤسسات الخدمات الرئيسية قبل الانخراط في عملية اعادة الاعمار. ولدى افتتاح المؤتمر قال جون تايلور مساعد وزير الخزانة الاميركي المكلف الشؤون الدولية ان عملية اعادة الاعمار لا تستهدف الاضرار الناجمة عن "النشاط العسكري في الاشهر الاخيرة وحسب وانما التراجع الاقتصادي في السنوات ال25 الاخيرة ايضاً". وأكد انه تم "احراز تقدم" حتى الآن، مشيراً الى انه "تم تثبيت العملة اخيراً واستؤنف الانتاج النفطي وسجلت بوادر نشاط اقتصادي". وقال تايلور ان خبراء الخزانة الاميركية يعملون مع العراقيين لإعداد موازنة بعدما كشفوا عن موازنة العام 2002 التي كانت تعد من اسرار الدولة واستخدموها في مجال توقع نفقات عامي 2003 و2004. واضاف ان الاطار القانوني والاجراءات التي تنظم نشاطات المؤسسات الخاصة ستحددها وزارة الخارجية الاميركية "في اقرب وقت ممكن". وفي المقابل، دعا التحالف الاميركي - البريطاني العراقيين الى فضح الاشخاص الذين نهبوا معدات في المنشآت النفطية لتسريع وتيرة إصلاحها. واكد "التحالف" في رسالة بالعربية بثتها الاذاعة الناطقة بلسانه ان تحريك الصناعة النفطية في العراق "تأخر بسبب أنانية المجرمين الذين يمنعون الشعب العراقي من ممارسة حياة طبيعية". وفي الاسابيع الماضية، تعرضت بعض انابيب نقل النفط لأعمال تخريب مما اثر على وتيرة عمليات الضخ بهدف التصدير. ويتوقع ان تستخدم ايرادات النفط بشكل اساسي في تمويل اعادة اعمار العراق. والقطاع النفطي في العراق في حال سيئة بسبب العقوبات الدولية التي دامت 13 عاماً واعمال التخريب التي سببت تأخيراً في ضخ النفط الذي يفترض نقله الى تركيا.