شن أعضاء في الكونغرس الأميركي، من الحزبين الجمهوري والديموقراطي حملة على إدارة الرئيس جورج بوش لعدم كشف تكاليف إعادة إعمار العراق وتركيزها على دور نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الارهاب متجاهلة أخطاراً أخرى. واتهم اعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، في مناقشات اول من امس، مع بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الاميركي، الادارة بتمويه المشكلات المتعلقة بتحقيق الاستقرار في العراق ومدى ضرورة وجود عسكري أميركي مكثف على المدى الطويل. وقال ريتشارد لوجار رئيس اللجنة وهو جمهوري: "نظراً الى مزيج من القصور البيروقراطي والحذر السياسي والتوقعات غير الواقعية المتخلفة عن الحرب، يبدو أننا لا نتمتع بالثقة في شأن مسارنا في العراق". وقال السناتور جو بايدن، وهو ديموقراطي: "أعتقد أنكم ستخسرون الشعب الاميركي اذا لم تتقدموا الآن وتبلغوه بما تعرفونه وهو ان الأمر سيكلف عشرات البلايين من دولارات دافعي الضرائب وعشرات الآلاف من الجنود الاميركيين لفترة طويلة من الزمن". وقال ولفوفيتز انه يرحب بدور رسمي للامم المتحدة في مجال قوات حفظ السلام، إلا انه اكد ضرورة الاسراع في ذلك. ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" حاول طمأنة المشرعين إلى أن وزارة الدفاع لا تحتاج إلى مزيد من الجنود الأميركيين في العراق. واضاف أن تقديرات وزارة الدفاع لعدد البعثيين الذين يعتقد بأنهم منخرطون في المقاومة التي تواجه الجيش الأميركي في العراق يصل إلى 20 ألفاً، مقابل 19 مليون عراقي يكرهونهم. فصاح بايدن موجهاً سؤاله إلى المشاركين في الجلسة "هل من أحد حول هذه الطاولة يعتقد أن عدد الجنود الأميركيين في العام المقبل سيقل عن مئة ألف جندي في العراق". لكن ولفوفيتز جهد للتخفيف من انفعال المشرعين. وقال: "أهم شيء نريده أن ينضم العراقيون للمقاتلة إلى جانبنا". وركز على الفظائع التي ارتكبها صدام . وقال ولفوفيتز أن البعثيين يدفعون 20 دولاراً لمن ينفذ عملية هدفها تعطيل المنشآت العامة و500 دولار لمن يهاجم جندي أميركي، مشيراً إلى أن هذا أسلوب قديم ومعروف تتبعه التنظيمات الإرهابية.