خطا مجلس الحكم الانتقالي في العراق خطوة مهمة في اتجاه اختيار وزراء جدد، بعدما اتفق اعضاؤه أمس على تشكيل لجنة تضم تسعة منهم يتولون الرئاسة دورياً، وذلك بعدما أقروا أول من أمس النظام الداخلي راجع ص 2 و3 و4. فيما أعلنت القوات الأميركية انها اعتقلت ثلاث شخصيات قريبة من الرئيس العراقي السابق في ضاحية تكريت، قالت وزارة الدفاع الاميركية انها لا تملك معلومات تؤكد الاشاعات التي تتردد في اسواق المال والتي تفيد أن القوات الاميركية في العراق اعتقلت الرئيس السابق صدام حسين. وقال الجنرال نورتون شوارتز، في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع، رداً على سؤال: "الاجابة المختصرة هي انني ليس لدي معلومات في هذا الخصوص. ليس عندي أي معلومات. ليس لدي مثل هذه المعلومات". ورثى صدام حسين، في تسجيل صوتي بثته قناة "العربية" الفضائية، نجليه عدي وقصي اللذين "استشهدا بعد قتال باسل مع العدو". كما اعلنت القوات الأميركية انها تعتقل منذ مطلع الشهر صحافيين ايرانيين اثنين بتهمة "المس بالأمن" في العراق، وذلك بعدما اتهم نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج "حزب الله" بأنه "ربما يحاول عمل شيء ما للاضرار بمصالحنا في وضع تكتنفه الفوضى" في العراق. وبثت "العربية" مساء أمس تسجيلاً صوتياً قالت انه لصدام حسين يرثي فيه ولديه عدي وقصي اللذين قتلتهما القوات الأميركية قبل اسبوع. وقال الرئيس العراقي المخلوع ان نجليه "استشهدا بعد قتال باسل مع العدو استمر ست ساعات كاملة... والحمد لله على ما كتبه لنا سبحانه وشرفنا باستشهادهما في سبيله". وأضاف: "ان شباب أمتنا وشباب العراق، هم عدي وقصي ومصطفى ابن قصي الذي قتل في الهجوم نفسه في ساحة الجهاد". ونعى صدام ابنيه و"من ناضلوا معهما". وأضاف انهم "فخر هذه الأمة"، متوقعاً هزيمة الولاياتالمتحدة. وتعتبر القوات الأميركية ان التخلص من الرئيس العراقي السابق بات مسألة وقت، بعدما تلقت سيلاً من المعلومات "الناجحة" عنه، أدت حتى الآن الى القبض على عدد من القريبين منه، منهم ثلاثة صباح أمس في عملية دهم استهدفت ثلاثة منازل في ضواحي تكريت. الى ذلك اعلن ناطق اميركي ان الصحافيين الايرانيين اللذين اعتقلتهما قوات بلاده في العراق "اعتقلا لأنهما انتهكا الأمن" في هذا البلد. وقال: "يؤكدان المعتقلان انهما صحافيان، لكن عندما اعتقلا في مطلع الشهر لم يكونا يتصرفان كصحافيين". واكد ان السلطات الايرانية أُبلغت رسمياً اعتقالهما وان اتصالات جرت بين الطرفين "عن طريق قنوات خاصة". وكانت وزارة الخارجية الايرانية وصفت الاثنين ب"غير المقبول" قيام قوات التحالف الاميركية - البريطانية باعتقال سعيد ابو طالب وسهيل كريمي، وطالبت بالإفراج عنهما بسرعة. وكان الفريق الذي يضم الصحافيين ومترجماً وسائقاً عراقيين يعمل على تصوير فيلم وثائقي في مناطق الديوانية والكوت جنوب عندما أوقفه جنود اميركيون واقتادوه الى المقر العام للجيش الاميركي، ومن ثم نقل الصحافيان الى مركز اعتقال في مطار بغداد. وكان مجلس الحكم الانتقالي عقد اجتماعاً استمر حوالى سبع ساعات في بغداد. وقرر المجتمعون اختيار رئاسة دورية لهم تضم تسعة اعضاء. واوضح هوشيار زيباري عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني ان "المجلس انتخب لجنة تتكون من تسعة اشخاص سيتولى كل منهم رئاسته لمدة شهر واحد". واضاف ان "المجلس سيجتمع اليوم من اجل اختيار رئيسه الذي سيبدأ بممارسة مهمات الرئاسة وربما سيكون الاختيار بحسب الاحرف الابجدية". وتضم لجنة الرئاسة خمسة من الشيعة واثنين من السنة واثنين من الاكراد. واوضح زيباري ان "اللجنة تتألف من رئيس حركة الوفاق الوطني اياد علاوي شيعي ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني كرديان ونائب رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم شيعي ورئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي شيعي ورئيس حزب الدعوة الاسلامية ابراهيم الجعفري شيعي ورئيس الحزب الاسلامي العراقي محسن عبدالحميد سني ورئيس تجمع الديموقراطيين المستقلين عدنان الباجه جي سني والسيد محمد بحر العلوم شيعي". واكد عضو المجلس عبدالكريم محمداوي لوكالة "فرانس برس" انه "تم التصويت على اختيار الاعضاء التسعة من اجل تمثيل كل شرائح المجتمع العراقي وتحقيق توازن بينها". وذكر اعضاء في المجلس في الايام الاخيرة ان المجلس سيعمل بعد الانتهاء من وضع النظام الداخلي وتعيين الرئيس وتحديد آلية التصويت داخل المجلس، على تسريع انشاء الوزارات الاساسية واللجنة التحضيرية لصوغ الدستور.