الحاكم المدني الأميركي في العراق، السيد بول بريمر، شخصيته معروفة لدى الإدارة الأميركية. ولولا هذا لما اختاره الرئيس جورج بوش لهذه المهمة الصعبة والمعقدة في بلد كالعراق الذي حكمه صدام حسين وحزب البعث نحو 35 عاماً، فالمسؤولية التي تتحملونها ليست سهلة بل صعبة جداً. فالقطر العراقي واسع بمساحته، مقارنة بالدول العربية المجاورة، وقد حكمه حزب واحد طوال العقود الثلاثة الماضية. لذا فمن الأمور البديهية أنه زرع في المجتمع، وخصوصاً في بعض شرائحه كثيراً من صفات العدوانية والشريرة، الى الاستمالة في سبيل السلطة والمكاسب والغوغائية. ولكن هذا لا يعني أن الجماهير العراقية كلها بعثية. فالأحزاب والتنظيمات التي تعاونت مع قواتكم، وحررت وطننا من هذا الحزب القاسي، هم أدرى بالأوضاع في العراق. فمن حق الشعب، كالضابط والجندي والموظف والأستاذ والطالب، ألا يتركوا العراق والهجرة الى أرض الله الواسعة. فالواجب على المسؤولين الحاليين ادراك الموقف، والتعامل مع المواطنين بروح من العقلانية والإنسانية، وتقدير الموقف تقديراً صائباً. فحل وزارة الدفاع مثلاً، واهمال 500 ألف من أبناء القوات المسلحة وعوائلهم في بحر هائج مجهول المصير ومورد الرزق، يدفعهم الى المطالبة بحقوقهم. وهذا أمر شرعي وقانوني، وحق من حقوق المواطنة في ظل العدالة والديموقراطية اللتين جئتم لتحقيقهما. فأرجو، كمواطن عراقي وكضابط سابق، النظر في هذا الأمر بجدية، وبروحية محرر، والعودة عن حل وزارة الدفاع. وبهذا الأسلوب الحضاري يمكن اعادة الأمن والاستقرار الى البلاد، والطمأنينة الى قلوب اخواننا من القوات المسلحة العراقية ليكونوا عوناً على بناء عراق جديد حر وديموقراطي. فالجيش ليس كله بعثياً، وهو شريحة من شرائح الشعب العراقي الذي وهب نفسه فداءً للوطن. أما ما حدث فهو حال من أحوال استثنائية وشاذة. وهذا أمر لا يمكن تجاهله. وأنا استشهد الآية القرآنية الكريمة: ولا تزر وازرة وزر أخرى. نريدكم منصفين وصادقين ونزيهين مع شعوبنا وجماهيرنا، وحماة الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية. فيينا - اسماعيل سبتو ضابط عراقي سابق