وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انتقادات شديدة غير مسبوقه للحاكم المدني الاميركي السابق للعراق السفير بول بريمر، متهماً إياه بارتكاب أخطاء كثيرة في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها "لا تقل خطورة عما ارتكبه الإرهاب". ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله أثناء زيارته إلى محافظة كربلاء ليل الجمعة ولقائه المسؤولين فيها "إن الحاكم المدني بول بريمر ارتكب اخطاء كثيرة لا تقل خطورة عما ارتكبه الارهاب في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها وما زلنا نعاني من تلك الاخطاء ونعمل على معالجتها". وكان بريمر، الذي تولى حكم العراق بعدما أطاحت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة الاميركية بنظام صدام حسين في العام 2003، حل الجيش العراقي والاجهزة الامنية العراقية الاخرى ما خلق حالة من عدم لاستقرار الامني في البلاد وولد نقمة لدى شريحة واسعة من الشعب العراقي ممثلة بمنتسبي هذا الجيش الذي كان يناهز النصف مليون بين ضابط وضابط صف وجندي. كما يعد بريمر أول من وضع أسس نظام المحاصصه الطائفية والاثنية في العراق، وهو النظام الذي ما زال يواجه انتقادات واسعه فضلا عن سن قانون اجتثاث البعث الذي تعرض بسببه آلاف المنتمين الى حزب البعث المنحل الى عمليات أبعاد عن المناصب والوظائف الحكومية.واعترف بريمر بارتكابه اخطاء خلال حكمه للعراق من بينها وضع القانون المذكور سلاحاً بيد السياسيين وليس بيد القضاء العراقي. كما نقل البيان الصادرعن مكتب رئيس الوزراء عن المالكي قوله "إننا نبذل جهوداً كبيرة لتوفير الخدمات الاساسية كالكهرباء والمشتقات النفطية والبطاقة التموينية ونقدر معاناة المواطنين من قطاع الخدمات الذي كان في مقدمة القطاعات التي تعرضت للاعمال الارهابية والتخريبية طيلة السنوات الماضية". واضاف "لقد تسلمنا بعد تشكيل الحكومة ركاما وتركة ثقيلة خلفها النظام السابق"، داعيا الحكومات المحلية في المحافظات الى تحمل مسؤولياتها في مجال تنشيط الاستثماروالبناء "لأن المركزية الحديدية تعطل التنمية".