نجح المتمردون الليبيريون في عبور جسر ستوكتون كريك الاستراتيجي وخاضوا معركة ضارية على جسرين آخرين في مونروفيا يشرفان على مطارها ومقر اقامة الرئيس تشارلز تيلور. وجددت واشنطن مطالبتها إياهم بوقف النار والانسحاب من العاصمة، فيما حافظت على ترددها في التدخل لوقف الحرب، رافضة ان يكون جنودها في طليعة القوات الاقليمية المقرر ان تتولى فرض السلام. وافاد سكان في العاصمة ان قتالاً عنيفاً اندلع امس حول جسرين يؤديان الى قلب مونروفيا من جهة الشرق والجنوب، فيما وجه المتمردون قذائفهم مجدداً إلى الحي الديبلوماسي الذي يضم السفارة الاميركية ولجأ اليه كثيرون هرباً من جبهات القتال. واعترف الجنرال بنجامين بيتين مساعد رئيس الأركان في الجيش الليبيري بأن المتمردين عبروا جسر ستوكتون كريك المهم شمال العاصمة وتقدموا في اتجاه المطار امس. وقال: "اصدرت اوامري الى القادة الميدانيين بعدم السماح للمتمردين بالوصول الى تقاطع طريق المطار". وإذا نجحوا في الوصول الى التقاطع فسيتمكنون من مهاجمة العاصمة من الشرق، في وقت يحاولون الوصول الى وسطها من الجنوب عبر جسري جونسون واولد. وقال بيتين إن قواته تتعرض "لهجوم خطر منذ الصباح"، وان "كثيرين من المدنيين الأبرياء قتلوا، وأصيب الكثير من جنودي. انني احاول دحر هؤلاء المتمردين". وأفاد عمال اغاثة في العاصمة ان القتال اسفر عن مقتل 14 مدنياً وإصابة 20 آخرين بجروح. ومن جهة اخرى، صرح السفير الاميركي في مونروفيا جون بليني بأن الحكومة الليبيرية وافقت على اقتراح اميركي أن يكون نهر بو الذي يبعد 12 كيلومتراً عن مشارف العاصمة الى الشمال هو خط الجبهة الجديد. وطلب من "الاتحاد من اجل المصالحة والديموقراطية"، الفصيل الرئيسي للمتمردين، ان يحذو حذو الحكومة. واعلن بول وولفوفيتز نائب وزير الدفاع الاميركي ان قوة بلاده المنتظرة قبالة شواطئ ليبيريا، لن تدخل هذا البلد قبل اعلان وقف النار ورحيل تيلور. ورداً على سؤال لشبكة "فوكس نيوز" عن تدخل واشنطن عسكرياً للفصل بين الأطراف المتناحرة، قال ان العسكريين الاميركيين "سيدخلون ليبيريا عند اعلان وقف النار ومغادرة تيلور للبلاد". واضاف: "اذا اردنا النجاح في الكثير من الاماكن غير المستقرة في العالم، فان من المهم جداً ان تكون دول المنطقة وهي في هذا الحال نيجيريا وغانا والسنغال التي تملك القدرة والرغبة، في الطليعة الجهود السلمية وان تأخذ الاممالمتحدة على عاتقها ادارة الجهود لتسوية المشكلات السياسية المعقدة في ليبيريا"