قتل ثلاثة جنود اميركيين وجرح اربعة آخرون بهجوم بالقنابل امس شمال شرقي بغداد. ودعا السيد مقتدى الصدر، احدى الشخصيات الشيعية البارزة في العراق، الى تشكيل "مجلس شعبي" يتولى قيادة البلاد بدل مجلس الحكم الانتقالي، فيما اعلن الناطق باسم الزعيم الشيعي ان مهمة "جيش المهدي" المحافظة على الامن وحماية المواطنين وممتلكاتهم وان خطبة مقتدى الصدر في الكوفة اول من امس ليست موجهة للتحريض ضد الاميركيين. راجع ص2 و3 وحمل مقتدى الصدر في مؤتمر صحافي عقده امس في النجف، على "فيلق بدر" الجناح العسكري ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" بزعامة آية الله محمد باقر الحكيم الممثل في مجلس الحكم الانتقالي والذي عاد الى البلاد من منفاه الايراني في ايار مايو الماضي. وقال ان "قوات بدر كانت خارج العراق ولا تمثل الشعب" في حين ان "جيش المهدي" الذي دعا الى تشكيله في خطبة الجمعة الاسبوع الماضي سيكون "جيشاً عراقياً مؤلفاً من الشعب". وطالب مقتدى الصدر، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس" بحلّ مجلس الحكم "لأنه غير شرعي" داعياً الى تشكيل "مجلس حكم عراقي يتألف من طبقات الشعب العراقي، اياً كانت صغيرة او كبيرة". وقال: "من الافضل ان لا يشترك في المجلس الشعبي من اشترك في المجلس الاميركي مجلس الحكم الانتقالي أقلها لمعاقبته على المشاركة لأن الأخير غير شرعي". واوضح الناطق باسم مقتدى الصدر ان انتقادات وجهها الاخير اول من امس في خطبته في مسجد الكوفة ليست موجهة للتحريض ضد الولاياتالمتحدة انما للتعبير عن الرفض الشعبي لمجلس الحكم الانتقالي. وقال مصطفى اليعقوبي في تصريحات الى "الحياة" ان "مجلس الحكم لا يمثل الشعب العراقي"، داعياً الى "ضرورة وجود حكومة منتخبة او استفتاء شعبي على دستورية المجلس ومدى قبول العراقيين به". ورداً على سؤال عن رأي تيار مقتدى الصدر في المجلس لو كان الاخير بين اعضائه قال اليعقوبي: "رفض الصدر تعيينه في المجلس" مشدداً على ان موقف تياره هو "ليس الاحتجاج على عدم وجود مقتدى الصدر في المجلس انما في الطريقة التي جاء فيها مجلس الحكم خارجاً على الرأي الشعبي". واشار الى "ضروروة احترام قوات التحالف للحوزة ومؤسساتها"، منتقداً تعرض مدارسها في النجف الى التفتيش من قوات التحالف بالتعاون مع الشرطة العراقية. ورفض وصف "جيش المهدي" بأنه جيش لمهاجمة قوات التحالف في العراق. وقال: "ستكون هناك مهمات عدة لجيش المهدي، من بينها المحافظة على الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم"، موضحاً: "لجيش المهدي مهمات دفاعية وهجومية". واعتبر اليعقوبي "الالتفاف الشعبي" حول مقتدى الصدر سبباً كافياً يجعل منه مسؤولاً عن الدعوة الى تشكيل "جيش المهدي"، لكنه رفض تأكيد كون الجيش بمثابة الجناح العسكري لتيار الصدر. على الصعيد الامني، اعلن الجيش الاميركي ان ثلاثة جنود من فرقة المشاة الرابعة قتلوا وجرح اربعة آخرون إثر تعرضهم لهجوم بالقنابل اليدوية امس في مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد. وقال هؤلاء ان هذا الهجوم هو الثاني خلال يومين ضد القوات الاميركية المرابطة امام هذا المستشفى، اذ انها تعرضت الخميس الى هجوم بقنبلة يدوية أُلقيت على الجانب الخلفي للمبنى من دون ان توقع ضحايا. وكان سكان من بعقوبة ذكروا قبلاً ان القوات الاميركية المرابطة في هذه المدينة تعرضت لقصف بمدافع الهاون مساء الجمعة وصباح السبت إلا انه لم تتسن لهم معرفة ما اذا كان هذا القصف أدى الى سقوط ضحايا. وتأتي هذه الهجمات بينما تشن القوات الاميركية منذ اسبوعين سلسلة من عمليات المداهمة والاعتقالات في منطقة بعقوبة. واعتقل أحد شيوخ العشائر التهامي عابد محمد العبيدي في هذه المدينة في 13 الشهر الجاري بعد اتهامه بإيواء الرئيس المخلوع صدام حسين لأن زوجته من اقارب صدام. كما اعتقل ثلاثة من افراد العائلة نفسها في مسجد، احدهم من عناصر "فدائيي صدام" والثاني من الحرس الجمهوري. على صعيد آخر، ذكرت "وكالة الانباء الكويتية" ان السلطات الكويتية اكدت امس التعرف على رفات اثنين من اسرى الحرب الكويتيين عثر عليها في مقبرة جماعية في سمراء على بعد 200 كلم جنوببغداد.