كشفت مصادر أمنية غربية أمس أن عدداً من المتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة الشهر الماضي ضد نظام حكم الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع تمكن من الهرب ولجأ إلى ليبيا. وكان عدد من الضباط في الجيش الموريتاني شنوا محاولة انقلابية فجر الثامن من حزيران يونيو الماضي استمرت يومين وشملت مواجهات بالدبابات قبل أن تتمكن القوات الحكومية من سحقها. وعزت حكومة الرئيس ولد الطايع المحاولة إلى إسلاميين لم يعجبهم التحول السياسي الموريتاني نحو علاقات أفضل مع العالم الغربي، بما في ذلك الولاياتالمتحدة. وأعربت إدارة الرئيس جورج بوش عن سعادتها بفشل المحاولة الانقلابية واستمرار حكم الرئيس ولد الطايع. وكانت واشنطن أعلنت في تشرين الأول اكتوبر الماضي عن مبادرة لتقديم مساعدات اقتصادية لكل من موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد، شملت تقديم معدات عسكرية بما فيها أجهزة اتصالات وسيارات من نوع لاندروفر لمساعدة تلك الدول على حماية حدودها ومكافحة الإرهاب. ويذكر أن موريتانيا أصبحت في العام 1999 ثالث دولة عربية تبرم اتفاق سلام وتقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل بعد مصر والأردن. وكانت موريتانيا شهدت ثلاث محاولات انقلابية على الأقل منذ اواسط التسعينات، بما فيها محاولة فاشلة نفذها عناصر من حزب "البعث" الموالي لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ومعروف ان نواكشوط، التي كانت تتلقى معونات من العراق، ابتعدت عن بغداد بعد غزو الكويت في العام 1990، وتبنت موقف الحياد قبل أن تبدأ تحولاً في اتجاه تطوير علاقاتها مع الغرب في أواخر العقد الماضي، ما أثار استياء فيء بعض الأوساط الموريتانية. وسلّمت السنغال قبل أيام موريتانيا أحد الضباط المتورطين في محاولة الانقلاب. ووعد القضاء الموريتاني بأن المتهمين سيلقون محاكمة عادلة.